أحسن موعظة عن الموت والقبر مكتوبة لـ ابن عثيمين و ابن الباز
موعظة عن الموت، مقالة نقدمها لكم من خلال موقعنا دال فور يو، لنتذكر وإياكم حقيقة الموت التي نتناساها بين مشاغل الحياة الدنيا وشهواتها، ولقد نعلم جميعًا بأن الموت هو حقيقة ولا مفر منها، ونحتاج من حين لآخر بسماع موعظة عن الموت لنتذكره ولنعمل له ولنرجوا من الله أن يتوفانا مسلمين موحدين، فتابعوا معنا المقال التالي.
اقرأ أيضاً أحاديث الرسول عن الموت.
موعظة قصيرة عن الموت
إليك تلك الموعظة القصيرة التي توقظ النفس وتذكرها بمنتهاها:
- إن الموت هو حقيقة من حقائق الإيمان، منكرها كافر، وهو من الحقائق التي أوصى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكرها، قال تعالى” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”
- كل ما هو حي على وجه هذه الأرض سيفنى، وكل ماهو جديد سيبلى، ففي لحظة واحدة لا يعلمها إلا رب العباد، تخرج الروح إلى خالقها، وينتقل العبد من بين الأحياء إلى عداد الأموات.
- وينقسم العباد عند الموت وشدائده إلى قسمين، فريق من المؤمنين الذين قال الله تعالى عنهم. ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِلْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ”.
وفريق من الظالمين والكفرة الفجرة، وقد قال الله تعالى عنهم في كتابه: ” وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَلْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ”
فأي الفريقين يا أخوتي ودون أن تكونوا بين صفوفهم، وماذا أعددتم لذلك!
- ولا يعني تذكر الموت أن نظل دائمًا في حزنٍ وغم دائمين، إنما نتذكر الموت كي نخاف من سوء الخاتمة، ويكون ذلك دافعًا لنا كي نكثر من الأعمال الصالحة، ونبتعد عن المعاصي والفجور، وقد قيل في ذلك الأمر: ” مَن أكثر ذكر الموت أُكْرِمَ بثلاثة: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة؛ ومن نسي الموت عوجل بثلاثة: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل بالعبادة”
أجمل موعظة عن الموت
لا نعني هنا بالجمال جمال الشكل بل جمال التأثير في القلب فإن المواعظ التي يمكنك أن تقرؤها عن الموت كثيرة، ولكن الأهم هو تأثير تلك الموعظة على قلبك، ومن المواعظ المؤثرة عن الموت:
- إن الموت لهو عظة لقومٍ يتفكرون ويعقلون، يساعدهم تذكره على تجديد إيمانهم، والإخلاص في العمل إلى الله تبارك وتعالى وحده، والحرص على زيادة الطاعات واجتناب المعاصي.
- وقد روي في الأثر أن أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت؟ فقال ملك الموت: أنا مَن لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فإذًا أنت ملك الموت؟! قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعدَّ بعد؟! قال: يا داود، أين فلان قريبك؟ أين فلان جارك؟ قال: مات، قال: أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد.
- وكثيرًا ما نفاجأ ونحن في غفلة وانشغالٍ بين أمور الدنيا التي تسيرنا فيها وتنسينا المخزى من الحياة فيها، يأتينا اتصال أ ورسالة لنعلم أن قريبًا أو صديقًا لنا قد انتقل إلى رحمة الله، وكان لا يشكو من مرض ولا ألم، وفي ذلك روى أنس عن نبينا صلى الله عليه وسلم: ” مِن اقتراب الساعة أن يرى الهلالُ قُبُلاً فيقال لليلتين، وأن تُتَّخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة”
- فأنى لنا أن نستفيق من غفلتنا وانشغالنا في الدنيا، ومتى ننتهي عن استغفال رقابة الله تعالى، وحقيقة الموت الذي قد يختارنا بأمره في أية لحظة.
موعظة عن الموت والقبر
إن الموت حقيقة حتمية لن ينجو منها أحد، وإليك في الآتي موعظة عن الموت والقبر
- إن الله جل وعلا قد جعل لكل مخلوقٍ على هذه الأرض أجل، لا يعلمه إلا هو، فقد كتب الله تعالى تلك الآجال في اللوح المحفوظ، وذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين سنة.
- وإذا جاء أجل الواحد منا لا يمكن لأي سبب في هذه الدنيا أن يمكنه من الإفلات من أجله أو حتى تأخره لثوانٍ معدودة، وقال الله تعالى: ” أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ” وقال تعالى أيضًا: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”
- وبعد أن يختار الله العبد إلى جواره ينتقل المَيِّت إلى القبر الذي ليس مجرد ترابٍ وحفرة كما يبدو للأحياء، فالقبر أول منازل الآخرة، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “إنَّ القَبرَ أوَّلُ مَنازِلِ الآخِرةِ، فإِنْ نَجَا مِنهُ، فمَا بَعدَه أيسرُ مِنهُ، وإنْ لَم يَنْجُ مِنهُ، فمَا بَعدَهُ أشَدُّ مِنهُ”
- والقبر ظلمة لا يشابهه أي ظلمة عرفناها في الحياة الدنيا، ولكنه في الوقت ذاته نور لأهل الإيمان والصالحين، لذلك اجتهد أخي المسلم أن تكون منهم، كي يكون قبرك نورًا وجنة، وتنجو من عذابه وعذاب النار يوم القيامة برحمة الله وأمره.
خطبة موعظة الموت
إذا كنت تود قراءة خطبة عن الموت، أو الاستعانة بها، إليك تلك الخطبة القصيرة عن الموت.
1- الخطبة الأولى
- يا أيها الناس، حديثنا اليوم في تلك الخطبة عن حقيقة لا مفر منها، لحظة حاسمة سيمر بها كل مخلوقٍ على هذه الأرض، ألا وهي حقيقة الموت.
قال تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ”، فالموت هو النهاية الحتمية لكل مخلوق، لن ينجو منها أحد.
“كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ *** يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ”
فوقت ما يأتي أجل الإنسان، لا يمكن لأي كائنٍ أن يؤخرها عن نفسه ولا عن أخيه ولو لدقيقة أو ثانية، فلا مفر حينها لأن يعود كائنًا من كان لتصحيح أوضاعه أو لعمل الصالحات وتدارك ما فاته.
وقال الله تبارك وتعالى: “فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ”، فهي تأتينا بغتة ونحن منشغلين في معارك الحياة وملذاتها، لا نحسبُ لها حسابًا.
- وإن في ذلك لإنذار وتذكر لكل من هو في غفلة وتسرقه فتن وملذات الحياة الدنيا، فالموت لا يترك الوقت لأحد كي يصلح من نفسه، كي يترك ذنبًا أو يعمل من الصالحات ما ينقذه، ولا ينبغي لأي عبد أن يستبطئ قدوم الموت، فليس هناك مخلوقًا يعلم موعد ذهابه من الدنيا، ولا يوجد بعد الموت توبة ولا عودة لعمل الصالحات وتصحيح الأوضاع التي كان عليها المرء في الدنيا.
- فتفكروا يا عباد الله وفكروا في هذا اليوم، فالموت يأتيكم بغتة، وليكن نداء “رب ارجعون” حاضرًا في ذهنك ما دمت حيا، يبعث في نفسك الخوف أن تقترب من أي معصية ويكون دافعًا لك في عمل الصالحات والحرص على عبادة الله تعالى حق العبادة.
2- الخطبة الثانية
- يا أيها المؤمنون، علينا أن نعد العدة للموت، وأن نستفيق من غفلتنا تلك، وألا نسمح للحياة الدنيا بسرقتنا وإلهائنا عن عبادة الله تعالى، ولنتذكر قوله عز وجل “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ”.
- فالندم والحزن الذي سيأتيك عند الموت لن يشفع لك، ولن يعيدك لتعمل صالحًا في الحياة الدنيا، وقد تتابعت الآيات في القرآن الكريم التي تذكر الحسرة للظالم عن اقتراب أجله ورؤية العذاب المقدر له، قال تعالى: ” وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ”
- فداوم أخي المسلم على تذكر حقيقة الموت العظمى، وتيقظ قبل أن يباغتك، واحرص على ألا تحل بك الحسرة والحزن عند الموت، وحاول أن تجعل حفرتك منيرة لا مظلمة، واعلم أن من وراء عدم حب ذكر الموت هو من إبليس، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ” فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ»؛ فَلَا يَعْبَثَنَّ بِكَ الشَّيْطَانُ، فَالْقَبْرُ لَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَهُ شِئْتَ أَمْ أَبِيْتَ؛ فَلَا تَخْدَعْ نَفْسَكَ، وَلَا تَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْ حَقِيقَةِ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مَاثِلَةً أَمَامَ عَيْنَيْكَ”
موعظة الموت فيديو
موعظة عن الموت للشيخ سليمان الراحلي
من المواعظ المؤثرة والبليغة عن الموت موعظة الشيخ سليمان الراحلي، التي يتحدث فيها عن الموت بطريقة مؤثرة تحيي قلب كل غافل بهذا الموضوع، ويتكلم فيها بدايةً بتوضيح أن الإنسان يُختبر في الدنيا، ويُبتلى ويُفتتن، فالله عز وجل يختبر الإنسان في الدنيا بالخير والشر، ويختبرنا بالأعمال ليرى من يمتاز في عمله، ويختبر في الأموال والأولاد، ويرى من يراعي حق ربه فيه، ويبتلي الله بعضنا ببعض حيث يُبتلى الغني بالفقير والعكس، هل يكرم الغني الفقير أم لا؟ ويبتلي المريض بالصحيح ليحمده الصحيح على صحته، والعكس صحيح، فهل يصبر المريض على بلواه أم هل يسخط؟
وبعد ذلك يُبين أن آخر الابتلاءات هو ابتلاء القبر، بعد الموت، وذكر الحديث الآتي:
روى هانئ مولى عثمان بن عفان، قال: ((كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه)) ويُكمل الشيخ في خطبته عن موعظة عن الموت.
وإليك مقطع الفيديو الخاص بتلك الموعظة
أقوى موعظة مبكية عن الموت والقبر للشيخ خالد الراشد – مؤثرة جدًا
إن موعظة الشيخ خالد الراشد عن الموت هي من أكثر المواعظ التي يؤثر سماعها في النفس، ويذكرها بحقيقة الموت والآخرة لما له من طريقة مميزة في الإلقاء، تحيي القلب وتبث فيه الخشوع والخوف من الموت، فيخبر الشيخ خالد الراشد صاحب الصوت المؤثر عن الموت وهو موضوع حساس جدًا كما يقول ويسرد أهم المواقف من السيرة والآثار عن الموت، يساعدك المقطع على التذكرة بالموت، والعمل من أجله والاستعداد له، فأنت لا تعلم أبدًا متى يأتيك الموت، فقد يأتيك الآن في التو واللحظة، فالمقطع بالتأكيد سوف يساعدك على الاستعداد للموت وإليك المقطع الخاص بالموعظة.
موعظة عن الموت ابن عثيمين
للشيخ ابن عثيمين موعظة مؤثرة عن حقيقة الموت، في لقاء البيت المفتوح حيث قال في كلامه إن هذه الدنيا تمضي وتذهب، وكل شيء فيها يُعد عبرة، يعتبر الإنسان بها، فإن نظرت للشمس خارجة أول النهار ثم تأفل آخره وتزول، مثلها مثل وجود الإنسان في هذه الدنيا، يخرج إليها أول الخلق ثم يزول ساعة الموت.
وبالمثل إذا نظرنا إلى القمؤ نراه أول الشهر هلالًا صغيرًا، ثم يبدأ في النمو شيئًا فشيئًا إلى أن يستحيل قمرًا كاملًا، وما يلبث إلا وينقص مرة أخرى، {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [القمر:39]، ويخبرنا الشيخ بأمثلة أخرى، ويحثنا الشيخ على اغتنام الأوقات بما ينفع وترك ما يضر.
وإليكم مقطعًا للشيخ فيه موعظة عن الموت.
موعظة الموت ابن باز
سُئل مرة الشيخ ابن باز سؤالًا عن الموت ونص السؤال كان “هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله؟”
فأجاب الشيخ بأن الوحيد المستحق للخوف منه هو الله سبحانه وتعالى ولا مخلوق سواه، حيث قال الله في كتابه فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 175] وقال : فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة: 44]، ولكن عندما تكلم عن الموت فقد دعى الشيخ المؤمنين بأن يستعدوا له حيث قال إنه علينا جميعًا أن نستعد له ونعتبر بالآيات السابقة لما روي عن النبي صلَّى الله عليه وسلم أنه قال: أكثروا من ذكر هادم اللذات -الموت- ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت: يا نبي الله: أكراهية الموت فكلنا نكره الموت، قال: ليس كذلك؛ ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه متفق عليه.
ولذا، هذا حديث يبين مشروعية الخوف من الموت ومشروعية كراهيته حيث لا يجب بالضرورة أن يدل الخوف على الخوف من مقابلة الله، بل قد يدل على إرادة المؤمن في الطاعة بشكل أكثر، يريد أن يزيد من رصيد حسناته بشكل أفضل، فهو خوف من الموت غرضه جيد.
لذا فكانت إجابة الشيخ بأنه لا بأس من أن نخاف من الموت ولكن شريطة أن يدفعنا هذا إلى العمل والاستعداد له وعدم الخمول.
كانت هذه مقالة تشمل كل ما يخص عنوان موعظة عن الموت، نتمنى أنكم استفدتم من هذا المقال.