ضوابط و شروط لباس المرأة في الإسلام
المقدمة
مما لا شك فيه أن المرأ قد جبلت على حب الزينة وإظهارها، ولكن الإسلام قد ضبط ذلك ببعض الضوابط التي تتناسب مع النفس البشرية، فلم يمنعها من الزينة والحلي بشكلٍ قاطع، ولم يسمح لها أيضُا بإظهار زينتها في كل مكان، لذلك فالمرأة الذكية هي التي تعرف متى تبدي ذلك ومتى تخفيه وفق ما حددته الشريعة التي تركت لها مساحة حرة في بيتها وأمام محارمها، وأخرى مقيدة ما دمت خارج مسكنها وبين الرجال من غير المحارم، وذلك من الأمور التي تتميز بها الديانة الإسلامية ن غيرها، فهي لم تنبذ النفس البشرية وأهوائها بشكلٍ مطلق دون مراعاة لاحتياجاتها ومطالبها، ولم تترك جانب العبادات التي تحتاج إليها تتعطش إليها الروح، وقواعد الشريعة دوم معايير ثابتة يتحتم علينا الامتثال لها والالتزام بها.
وقد حدد الإسلام للمرأة بعض الضوابط في لباسها ومعاملاتها مع الرجال الأجانب، وعلى المرأة أن تمتثل لما أمرت به في هذا الأمر، لوجوب الامتثال لقواعد الشريعة، ولما فيه من حمايةٍ لها، قال تعالى: ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين..”.
وقد اختلف في الموعد الذي فرض فيه الحجاب على المسلمات فقي أنه في السنة الثالثة او الرابعة أو الخامسة من الهجرة، والأرجح أنها السنة الرابعة، وأما عن دليل فرضية الحجاب وهو الذي يمثل اللباس الشرعي للمرأة ما دام حجابًا صحيحًا مستوفيا الشروط التي سنذكرها فيما بعد، فهو موجود في القرآن الكريم، وإن زعم بعض أهل الضلال غير ذلك لما يفسرون به الآيات القرآنية عن طريق أهوائهم لا عن طريق ما أخبر به العلماء وأهل التفسير.
من أهم شروط لباس المرأة في الإسلام
1- قال الله تعالى: ” وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
فتلك الآية توضح فرضية الحجاب/ كما توضح الحدود التي يمكن للمرأة إظهار بعض زينتها فيها، ففي الآية ” وليضربن بخمرهن على جيوبهن” وهو ما يدل على فرضية الحجاب ووجوبه على كل امرأة مسلمة بالغة.
2- الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”
فالقواعد من النساء هم الذين تقدموا في العمر حتى انقطع عنهم الحيض، وأما عن وجه الاستدلال بتلك الآية فهو قول عاصم الأحول: “كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا: وتنقبت به، فنقول لها: رَحِمَكِ الله قال الله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ )، قال: فتقول لنا: أي شئ بعد ذلك ؟ فنقول: (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ) فتقول: هو إثبات الحجاب”
3- ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً”
وتلك الآية من سورة الأحزاب واضحة وبينة في فرضية الحجاب على نساء المؤمنين، وهي أيضًا دليل قاطع على كل من يدعي أن الحجاب كان فرضًا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقط. ((islamqa.info))
وهناك أيضًا بعض الأحاديث التي دلت على فرضية الحجاب ووجوبه، منها:
“يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكثف مروطهن (نوع من الثياب) فاختمرن بها ”
ضوابط وشروط لباس المرأة في الإسلام
هذا وبعد أن استدللنا بالكتاب والسنة على فرضية الحجاب على نساء المسلمين، نتحدث بشكلٍ تفصيلي عن شروط لباس المرأة في الإسلام، كي يكون زيها وحجابها صحيحًا لا شائبة فيه.
1- يجب أن يكون لباس المرأة ساترًا لجميع بدنها تمامًا عن الرجال الذين هم ليسوا محارمها، ويستثنى من ذلك ما جرت العادة بكشفه مثل الوجه والكفين.
2- يجب أن يكون ساترًا للجسد، فإذا كان لباسها شفافًا يصدر ما ورائه من لون بشرتها وما شابه لا يكون لباسًا شرعيًّا صحيحًأ.
3- أن يكون واسعًا لا يبين حجم أعضائها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” صنفان من أهل النار لم أرهما: نساءٌ كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهنّ مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها عباد الله”.
وقد فُسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم “كاسيات عاريات” بأن ترتدي المرأة ما لا يستر جسدها، فهي تبدو ظاهرًا كاسية لكنها في حقيقة الأمر عارية، وذلك مثل الملابس الشفافة التي تصف وتوضح ما ورائها، وأيضًا الملابس الضيقة التي تبدي أكثر مما تخفي، لذلك يجب أن تكون ملابس المرأة واسعة فضفاضة غير شفافة.
4- كذلك يجب عليها ألا تتشبه بالرجال فيما ترتديه، فقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم النساء اللائي يتشبهن بالرجال، كما لعن المترجلات من النساء.
وأما عن الفارق بين لباس المرأة ولباس الرجل، فهو يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء، وأن يكون مناسبًا للمعايير التي حددتها الشريعة لهم وما أمروا به. فالرجال مثلًا مأمورون بكشف رؤوسهم وبالتالي لا يناسبهم الحجاب، والعكس في النساء.
5- ألا يكون هذا اللباس فيه زينة تلفت الأنظار، حتى لا تعد من المتبرجات بالزينة.
6- ألا يكون لباسها مشابهًا للباس الكافرات، وذلك لما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين، فقال: (إنَّ هذا من ثياب الكفار، فلا تلبسها) فدل ذلك الحديث عن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ارتداء ما يشبه ملابس الكافرين.((islamway.net))
7- من شروط لباس المرأة في الإسلام ألا يكون ردائها مطيبًا أو مبخرًا، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” يما امرأة استعطرَتْ فمرَّت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية”، وتحريم تطيب المرأة عند الخروج واضح جدا من نص الحديث.
8- ألا يكون لباسها من الألبسة التي ترتديها النساء بقصد التميز، أو ما يجعلها مشهورة بين الناس، فمن شروط لباس المرأة المسلمة ألا يكون لباسها لباس شهرة.
هذا واعلمي أختي المسلمة أن الالتزام بضوابط لباس المرأة الشرعي وارتدائها الحجاب الصحيح الذي يناسبها هو الخير كله وإن حرضتك الفتن على خلاف ذلك، فكل تلك الإغوائات التي يحرص عليها الغرب من نشر فئات الموضة المختلفة، والملابس التي تبدي أكثر مما تخفي، لن تدفع عنك غضب الله عز وجل وتذكري أن متاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى، لذلك استعيني بالله واسأليه الثبات ضد الفتن والاغوائات وحاولي الحفاظ على حجابك الشرعي الصحيح، الذي فيه صيانة لك قبل كل شيء.
اقرأ ايضا: عمل المرأة في الإسلام