ماهو فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج
الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وأفضل الذكر، فقد اصطفاه الله من خلقه، وكرمه بمكانة عالية في الجنة لم يبلغها أحد، وفضله على رسله، فهو وحده من يقترن اسم الجلالة باسمه في كثير من الآيات القرآنية، وفي كتاب الله عز وجل، ومن هذه المكانة العالية كان الجزاء العظيم لمن يصلي عليه.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الهداية للعالمين، لذلك خصّ الله الصلاة عليه وذكره بالثواب العظيم، فلا يوجد في القرآن الكريم أي صلاة على أحد من الأنبياء إلا له وحده، كما كان للصلاة عليه فضل عظيم، وسوف نعرض في مقالنا هذا بعض صور فضل الصلاة على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وليس معنى عرضها هنا وجود تلك الفضائل فقط، بل هناك العديد من الفضل والثواب لمن يحرص على الصلاة على النبي، ولكن هذا ما توصل إليه فريق بحث دال 4 يو من معلومات حول هذا الموضوع.
للملاحظات والمقترحات نأمل التواصل علي الرابط التالي.
ما هو فضل الصلاة على النبي؟
للصلاة على الحبيب فضل عظيم، ويتبين لنا ذلك فيما يلي.
1- امتثالًا لأمر الله
- الصلاة على النبي تعد امتثالًا لأمر الله جلّ وعلا، فقد قال في كتابه الكريم “إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.
- فالله عز وجل هو الذي أمرنا على الإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفعل هذا يعد طاعة لله ولرسوله الكريم.
2- تكفي الهموم وتغفر الذنوب
- عندما سأل أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كم يجعل له من صلاته فأخبره الرسول أن يقول ما يشاء حتى إذا قال له: اجعل لك صلاتي كلها، قال صلى الله عليه وسلم: إذا تكفي همك ويغفر اك ذنبك”، ففي الحديث الشريف عن أبُيّ قال: يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ.
- ويتبين لنا من الحديث هذا الفضل العظيم للصلاة على الحبيب.
3- نيل الشفاعة
- الصلاة على الحبيب هي سبب في أن ننال شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وهذا فضل عظيم ونسع أن نحصل على هذا الشرف الكبير ساعة الموقف المهيب يوم القيامة.
- قال الله تعالى “يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه”، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صلى على محمد، وقال: اللهم أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي”
4- يزداد قربًا من الرسول في الجنة
- أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو أكثرهم عليه صلاة، فكلما زدنا في الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نزداد قربًا منه في الجنة.
- عن ابن مسعود –رضي الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة”، فكلما زاد المسلم الصلاة على النبي، زاده الله رفعة وثوابًا، ومكانة أعلى قريبًا من الحبيب المصطفى.
5- سبب استجابة الدعاء
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تكون سببًا في استجابة الدعاء، فصيغة الدعاء الصحيح أن نحمد الله ونثني عليه ثم نصلي على نبينا الكريم، ثم ندعو بعد ذلك بما نريد، ولا نتعجل وندعو هكذا، دون فعل ذلك.
- فلما سمع رسول الله رجل يدعو متعجلًا دون أن يفعل هذا، قال تعجل هذا، فقام بدعائه إليه فحضر إليه، فقال له: “إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ”،
6- تعرض على النبي في قبره
- ما من أحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا ويرد الله لرسول الله روحه ويبلغه سلام من صلى عليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ”.
- فيا له من فضل أن يعلم رسول الله بصلاتنا عليه، ويرد علينا السلام، فيجب علينا أن نحرص في الصلاة على النبي؛ حتى ننال من هذا الفضل العظيم.
7- دلالة توقير وإيمان به
- الصلاة على رسولنا الكريم هي دلالة على توقيرنا له، وإبراز لإيماننا به، وكثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات المحبة، فقد قال الله تعالى في كتابه “لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”.
- كما إنها من أبسط حقوق نبينا الكريم علينا أن نكثر من الصلاة عليه، فهو الذي تحمل المشقة حتى يصل لنا هذا الدين، وهو الذي كانت رسالته هداية لنا، ومخرجًا لنا من الضلال إلى الهدى، فالثناء عليه هو أقل ما نفعله له، ولفضله العظيم علينا.
8- سببًا في طيب مجالس العلم
- ما من قوم يجلسون فيذكرون الله، أو يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، فان تلك المجالس تبقى في ميزان حسناتهم في صحائفهم، ولا تكون حسرة عليهم يوم القيامة.
- قال نبينا الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيُّما قومٍ جَلَسُوا، فَأَطَالوا الجُلوسَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا قبلَ أنْ يَذْكُرُوا اللهَ تعالى، أوْ يُصلُّوا على نبيِّهِ كانَتْ عليهم تِرَةٌ مِنَ اللهِ، و إنْ شاءَ عَذَّبَهُمْ، و إنْ شاءَ غفرَ لهُمْ”.
- فمجالس يذكر فيها رسول الله ويُصلى عليه، يعلي الله من شأن أهلها.
9- ترفع الدرجات وتحط الخطيئات
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ”.
- فصلاته ترفع الدرجات وتحط من الخطيئات، وترفع مكانة صاحبها في الجنة، فما أعظمها من مكانة وفضل، لم يؤتيه أحد من النبيين غيره.
10- تخرج صاحبها من الظلمات للنور
- قال الله في كتابه العزيز ” هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”.
- فالصلاة عليه رحمة لنا، وهداية لنا يخرجنا الله بها من ظلام المعصية إلى نور الطاعة، والثواب العظيم، وتكون سببًا في الثبات على الدين، وثباتًا عند الصراط، فهي تأخذ بيد صاحبها لجنة الرحمن، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ” ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يزحفُ على الصِّراطِ ، يحبو أحيانًا ويتعلَّقُ أحيانًا ، فجاءتْهُ صلاتُهُ عليَّ فأقامَتْهُ على قدمَيْهِ وأنقذَتْهُ”.
فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج
إن الصلاة على الحبيب المصطفى هي إحدى أسباب استجابة الدعاء.
- ودليل ذلك عن فَضالة بن عُبيد رضي الله تعالى عنه قال: “سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عَجِلَ هذا))، ثُمَّ دعاهُ فقال له أو لغيرِهِ: ((إذا صلَّى أحدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ)).
- كما أن في الصلاة على الحبيب المصطفى تفريجًا للكروب والهموم.
- لذك يمكن للمسلم أن يستعين على إجابة دعائه في قضاء حاجاته وتفريج همه بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.
فضل الصلاة على النبي 1000 مرة
لا شك في أن الصلاة على النبي هي عبادة عظيمة ثبت الترغيب فيها.
- ولكن ننصح بالإكثار من الصلاة على النبي دون التقييد بعدد معين، حتى لا يقع المسلم في الابتداع، فلا يوجد دليل صحيح على التقيد بالصلاة على الحبيب ألف مرة.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ” من صلى عليّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا”.
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
يوم الجمعة له فضل عظيم، وقد دلت الأحاديث على الترغيب في الإكثار على الصلاة على الحبيب يوم الجمعة.
- روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت، قال: يقولون: بليت، قال: إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم”
- وأما ما ورد عن أن الصلاة على النبي يوم الجمعة تعدل ثواب حجة مقبولة وعتق رقبة من ولد إسماعيل وغيرها فهو غير صحيح.
فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء
ينبغي على المسلم دائمًا أن يتحرى أسباب إجابة دعائه، ومن ذلك الصلاة على النبي.
- وكما بينا في السابق، فإن الصلاة على الحبيب المصطفى هي إحدى الأسباب لاستجابة الدعاء، والتي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها.
- ويرجع ذلك إلى الأدلة والأحاديث التي ذكرناها في ذلك.
ومن هنا يتضح لنا عظم فضل الصلاة على النبي فهو حامل الهداية لنا وللبشر، وله من الفضل الكبير علينا، فواجب علينا أن نحرص كل الحرص على أن ننال هذا الثواب، وحتى نتصل على تلك المكانة الرفيعة التي أعدها الله عز وجل لمن يداوم ويحرص على الصلاة على خير ولد آدم، ومن اقترن اسمه باسم الله عز وجل في الشهادتين، وخير المرسلين، فمن يعظمه يعلي الله من شأنه.