حكم الاحتفال بِعيد الأم سؤال وجواب
اختلف العديد من العلماء في حكم الاحتفال بِعيد الأم، فمنهم من جعله بدعة، ومنهم من أجازه؛ حيث أصبح هذا اليوم من أهم المناسبات في حياة الكثير من الأسر في مختلف دول العالم.
فإذا كنت ترغب في معرفة حكم الاحتفال بِعيد الأم، عليك بالاطلاع على هذا المقال؛ لأننا سنقدم لك فيه حكم الاحتفال بعيد الأم عند بعض العلماء والشيوخ.
حكم الاحتفال بعيد الأم عند الشعراوي
قال الإمام محمد متولي الشعرواي في حكم الاحتفال بِعيد الأم أنه بدعة أحدثها الغرب وقد قام المسلمين العرب بتقليدهم في هذه البدعة دون بحث أو تحري في حكم الإحتفال بهذا اليوم.
هذا، وقد رأى الشيخ أن السبب الذي جعل الغرب يفكرون في ابتكار يوم عيد الأم؛ أنهم لاحظوا أن الأبناء قد نسوا فضل أمهاتهم حيث أنهم لا يهتمون لِرعايتها بشكل كامل فقاموا بتخصيص يوماً في السنة؛ حتى يذكروا الأبناء بِالتودد والتقرب إلى أماتهم.
وأضاف الشيخ أن عيد الأم عند المسلمين لا بد أن يكون في كل لحظة؛ وذلك لأنه يجب على الإنسان أن يُقبل يد أمه، ويطلب دعاءها، ويتودد إليها بالهدايا دائماً وبذلك يتضح أنه ليس هناك أي ضرورة لِتخصيص يوم لِلاحتفال في السنة للتودد إليها.
والخلاصة في ذلك أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية، ولا المشاركة فيها بأي وجهٍ كان، لما تم ذكره من الأدلة الموجودة في القرآن والسنة وكذلك من إجماع الأمة الإسلامية على ذلك وأوجه الاعتبار المذكورة.
حكم الاحتفال بعيد الأم عند ابن باز
قال الإمام ابن باز أن حكم الاحتفال بعيد الأم منكر؛ وذلك لأنه بدعة أحدثوها أعداء الله، ولا أصل له، ولا أساس عندنا في الإسلام؛ ومن يتضح أن ابن باز نفى جواز الاحتفال بهذا اليوم.
حكم عيد الأم عند دار الإفتاء المصرية
أكدت دار الإفتاء المصرية أن حكم الاحتفال بِعيد الأم أمر جائز شرعاً؛ حيث يرون أنه لا حرج في الاحتفال بهذا اليوم، وليس هناك إثم على فاعل هذا الاحتفال؛ وذلك لأن الغرض من اليوم هو تكريم الأم، وبرها، والإحسان إليها وليس هناك أي نصوص واردة في الشرع تمنع أن يكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن حبهم لِإمهم وبرهم بها.
دليل دار الإفتاء المصرية:
بالإضافة إلى ذلك، فقد أوضحت دار الإفتاء أن ظهور هذا الاحتفال لا علاقة له بِالبدعة التي يرددها الكثير من المذاهب والأشخاص؛ والسبب في ذلك أنهم يرون أن البدعة التي تُرد ولا يجوز إباحتها هي التي تكون على خلاف الشرع، أما ما أحدث فيه ما هو منه فهو مقبول ولا يُرد، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ”.
كما استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن أولى الناس بحسن الصحبة هي الأم، وجعلها مقدمة على الأب في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ».
لذلك، فإن مثل هذه المناسبات لا يوجد في الاحتفال به أي مانع شرعي؛ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب محاسن الأخلاق ويمدحها، كما إن الاحتفال بهذا اليوم فيه تعزيز لِأهمية بر الأم في زمن أصبحت فيه ظاهرة العقوق منتشرة بين الأجيال.
حكم الاحتفال بِعيد الأم سؤال وجواب
كل عيد غير الأعياد الشرعية المتعارف عليها تعتبر بدعًا حادثة خاصةً إذا كان منشؤها غير المسلمين فيكون الاحتفال بها تشبهًا بأعداء الله.
هذا، ومن المعلوم أن الأعياد الشرعية في الإسلام هي عيد الفطر، وعيد الأضحى وعيد الأسبوع “يوم الجمعة” ولا يوجد عند المسلمين أعياد غير هذه الثلاثة؛ لذلك فإن كل أعياد أحدثت غير هذه فهي باطلة في شريعة الله، و مردودة على محدثيها والدليل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” أي غير مقبول.
ومن هنا يتضح لنا أنه لا يجوز الاحتفال بما يسمى بعيد الأم، ولا يجوز إقامة شعائر العيد فيه مثل الفرح وتقديم الهدايا وما شابه ذلك. وعلى المسلم أن يلتزم بدينه ويقتصر على ما حدّه الله تعالى ورسوله في هذا الدين دون أن يزيد فيه أو ينقص منه، ولا يكون إمعة يتبع كل صائح؛ لأن شريعة الله كاملة من جميع الوجوه والدليل على ذلك قول الله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطرّ في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثمٍ فإنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ” .
في نهاية المقال، نذكر أنه يجب الاهتمام بالأم والإحسان إليها طوال أيام العام؛ لأن الأم فضلها أكبر من أن يخصص لها يوم للتودد إليها، والتقرب منها.
اقرأ ايضا: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية للمسلمين