ماهي حقوق المرأة في الإسلام مع الدليل | بماذا كرم الإسلام المرأة
هناك العديد من الأحكام الشرعية التي تم تشريعها من أجل الحفاظ على حقوق المرأة في الإسلام، حيث إن الدين الإسلامي يكفل للمرأة كل حقوقها التي تجعل منها امرأة مميزة ومصانة، كما تساعد هذه الحقوق على المستويات المختلفة في الحفاظ على المرأة وكرامتها وكيانها في المجتمع وحقوقها.
اقرأ أيضاً حرية المرأة في ظل الإسلام
مفهوم حقوق المرأة في الإسلام
تتمتع المرأة بمكانة فريدة ومميزة منحها لها الدين الإسلامي خاصة، فالمرأة في الإسلام كيان وروح ومسؤولية، وقد اصطفاها النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” بأعظم الصفات، حيث قال “إنما النساء شقائق الرجال”، وأهم الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة حقها في الحياة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال.
ما هي حقوق المرأة في الإسلام
أوصى الإسلام بإكرام المرأة وأعطاها كامل حقوقها المادية والمعنوية، وجعلها شريكاً للرجل في جميع أمور الدين والدنيا، وقد فضل من يربي البنات عن الباقي، ووعده الله عز وجل بالجنة، ومن أهم الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، ما يلي:
1- الحق بالحياة
حرم الإسلام قتل المرأة، وكانت عادة الجاهلية المنتشرة هي وأد البنات، باعتبار البنت عاراً على عاتق والدها، “وإذا آلموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت”.
جاء الإسلام ناقداً لكل عادات الجاهلية السيئة، والتي كانت سائدة قبل ظهوره، ومن بينها: قهر وقمع النساء وسلب حقهم بالحياة، حيث قال تعالى: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُون” (النحل، 58-59).
2- الحق بالمساواة
أعطى الإسلام المرأة حقها في المساواة، وأمر بالإحسان إليها، كما جعلها مقياساً لكرم الرجل وخيره وصالح أعماله في دينه ودنياه، وأكد سبحانه وتعالى ذلك في قوله: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ، وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ” (البقرة، 228).
جعل الإسلام رمزاً للسكينة والاستقرار، حيث قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚإِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم،21).
كرم الإسلام المرأة، بأنه جعلها صاحبة رأي وقرار، كما منحها الحق في الزواج وإشباع غرائزها إذا كانت قادرة على ذلك وواعية بأداء واجباتها ومسؤولياتها، وأعطاها كامل الحق في اختيار شريك حياتها والسؤال عن رأيها والاهتمام به وبموافقتها ورفضها.
3- الحق بالتعليم
حث الإسلام النساء بطلب العلم، ولم يكتف بدعوتهن لطلب العلم فقط، بل جعله فريضة عليهن، وأكد على المساواة بين الرجل والمرأة في طلب العلم، وخير دليل على ذلك، فعَنْ أَبي هُرَيرَة رضي الله عنه عَنِ النبي”صلى الله عليه وسلم” قَالَ “مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَه” (رواه مسلم).
4- الحق بالكسب والعمل
سمح الإسلام للمرأة بأن تعمل وتكسب من حلالها، كما كرمها بأجر عظيم بسبب سعيها لطلب الرزق، وشرع لها طرق كثيرة للكسب الحلال، من بينها: التجارة، فأم المؤمنين السيدة خديجة “رضي الله عنها” كانت تعمل بالتجارة وتتكسب بالحلال، ولكن اشترط الإسلام على المرأة أن تلتزم بضوابط وقواعد الشريعة، مثل: عدم الاختلاط بالرجال الأجانب، الالتزام بالزي الشرعي، الامتناع عن الأعمال المشبوهة والمحظورة.
حقوق المرأة المالية في الإسلام
أعطي الإسلام للمرأة الحرية الكاملة من ناحية التصرف في أموالها، حيث منحها كامل حقوقها المالية، وحرم على من يمنعها من التمتع بهذه الحقوق أو الإنفاق منها سواء كان والدها أو زوجها أو أخيها.
يعتبر حقي النفقة والمسكن من أهم الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة، ويتكلف الأب بضمان هذه الحقوق لأبنته، ثم تنتقل هذه الحقوق كواجب على الزوج بمجرد عقد الزواج، وقد قال تعالى: “وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (السورة، 233)، ومن أبرز الحقوق المالية للمرأة في الإسلام، التالي:
1- حق المهر
لضمان حق المرأة وتجنباً لوقوع أي ظلم أو قهر عليها، شرع الإسلام بحق المرأة في طلب مهرها ممن يريد الزواج بها، كما أعطاها حق في طلب الطلاق، وأخذ مبلغ من المال يكون مسجلاً بعقد الزواج، وتأكيداً على ذلك، قوله تعالى: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً” (النساء، 4).
2- حق النفقة
النفقة حق شرعي من حقوق المرأة، وهو واجب على الزوج، بمجرد عقد الزواج الصحيح، يلزم الرجل بالإنفاق على زوجته حتى لو لم تنتقل من إلى بيته، كما وجب على الأب النفقة على ابنته التي لم تتزوج بعد.
3- حق الميراث
منح الإسلام للمرأة الحق في الميراث بناء على درجة القرابة، سواء كانت: زوجة، أبنة، أو حفيدة، وشرع الإسلام ميراث الذكر بضعف ميراث المرأة، وجاء تأكيد حق المرأة في الميراث في الآيات القرآنية، حيث قولة تعال: “لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا” (النساء، 7).
أفضل كتب حقوق المرأة في الإسلام
تتعدد وتتنوع الكتب التي تتناول حقوق المرأة في الإسلام، ومنها الكتب الشاملة التي تتطرق إلى كافة الحقوق السياسية، الاجتماعية، المالية، النفسية، وغيرها من الحقوق التي كفلها لها الإسلام، ومن أهم هذه الكتب المنتقاة:
1- كتاب فتياتنا بين التغريب والعفاف
تتمحور فكرة هذا الكتاب بشكل أساسي حول بنات ونساء المسلمين ودورهم كأمهات المستقبل، حيث نبه الرسول “صلى الله عليه وسلم” على ضرورة التزام المرأة، حتى لا تضل طريقها، أو تكون فريسة يدخل إليها العدو من ثغراتها.
شرح كتاب فتياتنا بين التغريب والعفاف
يبرز هذا الكتاب قضية المرأة بشكل أساسي خاصة في ظل عمليات التغريب التي يشهدها مجتمعنا الإسلامي ومحاولات فرض النموذج العلماني الغربي على نساء المسلمين لتجريدهم من عباءة الإسلام ومن قالب مبادئ الدين الإسلامي. ويقوم محتوى الكتاب بشكل أساسي على اهتمامات المسلم بدور أمهات المستقبل وربات البيوت والتحدث عن بنات المسلمين بين العفاف والتغريب.
نبذة عن كتاب فتياتنا بين التغريب والعفاف
يعود تأليف هذا الكتاب إلى الشيخ ناصر بن سليمان العمر، ويركز بشكل أساسي على قضية المرأة وأزمتها مع التغريب، ومحاولات الخروج من الزي الشرعي الإسلامي والتوجه نحو عالم الموضة والأزياء الغربية، وبجانب هذا الكتاب توجد العديد من المؤلفات الأخرى للشيخ ناصر العمر، من بينها: “السعادة بين الوهم والحقيقة، رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية، طريق السعادة، الحكمة”.
2- كتاب طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار
يركز هذا الكتاب في فكرته على طبائع المرأة المختلفة والتطرق نحو عالمها وأسرارها والغرائب التي تشوب هذا العالم، فالمرأة منذ قديم الأزل وهي محط أنظار العديد من الفقهاء والباحثين، نتيجة للجدل الدائر حول أحوالها وطبائعها.
شرح كتاب طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار
يقوم هذا الكتاب بشكل أساسي على دراسة الطبائع المختلفة للمرأة وجعلها القضية الأهم والأبرز في كتب ودراسات المسلمين، فالمرأة كيان وبحر واسع يحتاج لمن يبحر ويغوص فيه لاستخراج أهم طباعه وأموره الكامنة داخله، فطباع المرأة مليئة بالغرابة والأسرار.
نبذة عن كتاب طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار
يرجه هذا الكتاب إلى العلامة أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر أندلسي، صاحب كتاب العقد الفريد، ولعل ما يميز كتاب طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار جمعه لطبائع النساء وأخبارهن، وما يمدح ويذم من هذه الطبائع.
3- كتاب أخطاء النساء (3) الأخطاء المتعلقة بالخطبة والزواج ومعاشرة الأزواج
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي تولي اهتمام كبير للأمور الاجتماعية والأخلاقية لفتيات ونساء المسلمين، ويتطرق إلى الأمور العالقة حول أحوال الزواج والمعاشرة والكيفية التي من خلالها يتم بناء بيت مسلم صحيح قائم على أسس الدين الإسلامي.
شرح كتاب أخطاء النساء (3) الأخطاء المتعلقة بالخطبة والزواج ومعاشرة الأزواج
يوضح هذا الكتاب في محتواه الأخطاء الشائعة والنادرة التي يقع فيها فتيات وشباب المسلمين في مرحلة الخطبة وما بعد الخطبة، ويلقي الضوء على أهم التداعيات السيئة لهذه الأخطاء، مما عقد وعرقل من عمليات الزواج في مجتمعنا الإسلامي، ويأتي هذا الكتاب بمجموعة من النصائح والدروس التي يجب على فتيات المسلمين أخذها بعين الاعتبار قبل خطوة الزواج.
نبذة عن كتاب أخطاء النساء (3) الأخطاء المتعلقة بالخطبة والزواج ومعاشرة الأزواج
يُعد هذا الكتاب واحداً من مؤلفات العلامة والخطيب ندا أبو أحمد، بجانب مؤلفاته الأخرى، والتي يبرز أهمها في: “ليلة القدر .. أي ليلة هي؟!، “ما يستحب فعله لمن أدرك ليلة القدر؟، ليلة القدر أهي خاصة بالأمة المحمدية أم كانت في الأمم السابقة؟”. ويعتبر بمثابة رسائل إلى فتيات المسلمين لحمايتهن من الوقائع في أخطاء ما قبل الزواج أو ما بعدها.
الفرق بين حقوق المرأة في الإسلام وحقوق المرأة في الغرب
ينظر العديد إلى المجتمعات الغربية باعتبارها مجتمعات منح الحرية والعطاء الكامل للمرأة، لكن الواقع مغاير لكا هذه الظنون، وللظنون التي يظنوها بحياة المرأة المسلمة بالمجتمع الإسلامي وأنها تقمع وتقهر وتعاني من الاضطهادات، لكن الواقع هو أن الإسلام كفل للمرأة حقوق وشمل لها ضمانات تغفل عنها المجتمعات الغربية، بل تسلبها منها، وفيما يلي عرض لأهم حقوق المرأة المسلمة والمرأة الغربية:
أولاً: حقوق المرأة في الإسلام
نظر الإسلام إلى المرأة نظرة مختلفة كلها ود وكرامة واحترام على عكس نظرة المجتمعات الأخرى التي سلبت منها حرياتها واستقلالها، ونظرت لها على أنها مجرد آلة أو متاعاً أو زينة، مما عرضها للظلم والقهر، وخير مثال على ذلك قهر المرأة في المجتمع الصيني والياباني.
صحح الإسلام مفاهيم ومعتقدات النظام الاجتماعي الذي كان سائداً في الجاهلية، ووضع المرأة في قالب ووضع اجتماعي مميز لم يضعها أحد بهذه المكانة لا من قبل ولا من بعد. فضمن الإسلام للمرأة كافة حقوقها، كما كلفها بواجبات بقدر طاقتها واستطاعتها.
حقق الإسلام للمرأة الحقوق المدنية بالتساوي مع الرجل، حيث منحها الحق في البيع والشراء والتصرف في أموالها مثلها مثل الرجل تماماً، وكفل حقها في الميراث والشهادة، وجعل شهادة الرجل بشهادة امرأتين، بسبب طبيعة المرأة وفطرتها وليس انتقاصاً من شأنها، وقد جاء قول الله تعالى تأكيداً على ذلك، حيث قال تعالى: “تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى” (البقرة، 282).
كرم الإسلام المرأة وشملها بالرحمة والمودة، وشدد على ألا تعاب في شكلها أو خلقها، “ولا تضرب الوجه ولا تُقبّح”، وقد وصى النبي “صلى الله عليه وسلم” بالنساء خيراً، وكان أخر وصاياه قبل الموت هي: “الصلاة وما ملكت أيمانكم”.
عظم الإسلام من دور المرأة في المنزل، كما حث على قيامها بأدوار أخرى في المجتمع وشيد بذلك، وهناك نماذج رائدات من نساء المسلمين، لهن لمسات خاصة في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية، السياسية، الثقافية، التربوية، وبصماتهن في العلم والشورى، وخير مثال على ذلك: مشورة أم المؤمنين أم سلمة “رضي الله عنها” يوم صلح الحديبية، ووقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” عند قول حجة امرأة أثناء حديثة خشية من الإسراف في المهر.
ثانياً: حقوق المرأة في الغرب
يلمع الإعلام الغربي من صورة المجتمع الغربي في حفظ حقوق المرأة ومنحها حريتها كاملة أو بما يجيز التعبير تحررها، ولكن هذه الحقوق منقوصة، حيث يزايد الغرب بشأن حرية وتحرر المرأة من ملابسها، مما يؤدي إلى عواقب مخيفة ووخيمة تدفع ثمنها النساء في المجتمعات الغربية، ولعل أهم هذه العواقب التحرش والاغتصاب.
المرأة في المجتمعات الغربية ليست المرأة النموذجية، فالمرأة المسلمة قد كفل لها الإسلام حق النفقة، لكن المرأة الغربية هي من تعول نفسها، بالإضافة إلى العنصرية التي تواجهها المرأة في المجتمعات الغربية ونظرة الدونية، والاضطهاد الذي تتعرض له بشتى الطرق والوسائل.
أظهرت العديد من الأرقام والإحصائيات الأحداث والوقائع المؤلمة التي تتعرض لها المسلمة في بلاد الغرب، ومن بين ذلك:
- تحمل ما يقرب من 170 فتاة بريطانية سفاحاً كل أسبوع.
- احتجاجات شديدة ومظاهرات ضد التمييز العنصري الممارس ضد النساء في بريطانيا.
- يتعرض ما يقرب من 22.1% من النساء والفتيات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاضطهاد والاعتداءات من قبل الزوج أو الصديق.
- قتل ما يقرب من 40-50% من النساء في أمريكا، ويكون القاتل شريكها الحميم.
واقع المرأة الغربية كما تشير التقارير والإحصائيات مريراً للغاية، حيث ترتكب جرائم بشعة في حق النساء والفتيات، منها جرائم القتل والاضطهاد والاغتصاب وزنا المحارم.
حقوق المرأة المطلقة في الإسلام
حقوق المرأة المطلقة في الإسلام، يعد الطلاق من الظواهر المنتشرة بكثرة وذلك يحدث بسبب عدم معرفة كل طرف من الزوجين حقوقه وواجباته، فتبدأ الخلافات والمشاكل بين الزوجين إلى أن تصل للطلاق، وينتج عنه مشكلات اجتماعية ونفسية تحتاج لوقت طويل كي يزول أثرها.
وصانا الرسول صلى الله عليه بالنساء في حديثه الشريف “استَوْصُوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خٌلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإن أعوَجَ ما في الضِلَّع أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرتَه، وإن ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنساء” متفق عليه، لذلك كفل الإسلام للمرأة حقوقها كاملة حتى بعد الطلاق.
1-مؤخر الصداق
يعتبر دين في ذمة الزوج لزوجته، وهو دين مؤجل يجب على الزوج دفعه، ويكتب في عقد الزواج، وليس هناك ما يمنع من أن يدفعه الزوج كله عند الزواج أو يدفع جزءا منه ويكون الباقي دينا عليه.
وجاء في قوله تعالى ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20، 21].
ولقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229] أما في حالة الطلاق ولم يقع دخول فمن حقها نصف المهر المتفق عليه في العقد.
كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ﴾ [البقرة: 237].
وجاء في قوله تعالى: ﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 24].
لم يقدر أو يفرض الشرع مبلغ معينا للمؤخر وإنما هو ما يتم الاتفاق عليه ويكتب في قسيمة الزواج.
وإذا مات الزوج فإن زوجته تأخذ مؤخر الصداق قبل توزيع تركة هذا الزوج المتوفي.
2-نفقة العدة
تدخل نفقة العدة في مضمون النفقة الزوجية، حيث أن حال المرأة هنا تعد بمقدور الزوجة خلال مدة العدة.
ويتعين على الزوج الإنفاق على زوجته من مأكل وملبس ومشرب.
وتجب نفقة العدة على جميع المطلقات، ماعدا الزوجة المطلقة قبل أن يدخل بها زوجها، فلا عدة لها.
وتحسب مدة العدة بثلاث حيضات لمن يأتيها الحيض، وثلاث أشهر عربية لمن انقطع عنها الحيض.
وإذا كانت المرأة حاملا تنتهي عدتها بوضع مولودها.
3-نفقة المتعة
نفقة المتعة تعد بمثابة اعتذار أو شيء من أجل التعويض للمرأة المطلقة على ما وقع على رأسها من حزن بسبب وقوع هذا الطلاق، وأيضا تعد وكأنها دليل على أن وقوع الطلاق ليس لوجود مكروه أو عيب في الزوجة وإنما السبب يرجع إلى الزوج المطلق.
وجاء في قوله تعالى: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴾.
كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 241].
ولكي تحصل المرأة المطلقة على نفقة العدة يشترط التالي:
وقوع الطلاق بالفعل.
أن يكون الزوج قد تزوج بها زواجاً فعلياً صحيحا.
أن يكون الطلاق من الزوج وليس المرأة المتسببة فيه وخارج عن إرادتها.
في حال أن الطلاق قد تم دون رضا الزوجة.
وتقدر نفقة المتعة بعامين على الأقل (٢٤ شهرا).
4-نفقة الأطفال الصغار
يتوجب على الزوج توفير نفقة كل ٤ أشهر خاصة بكسوة الأطفال ونفقة شهرية خاصة بالأكل والرضاعة وبدل الفرشة والغطاء.
نفقة المسكن سواء أكان المنزل إيجار أو منزل الزوجية.
مصاريف علاج.
مصاريف تعليم.
وتكون صدقة الفطر من واجبات الأب.
5-أجر الرضاعة
حيث أن أجر الرضاعة تطالب به المرأة المطلقة طوال فترة رضاعة أطفالها.
6-حضانة الأطفال
بعد الخلاص من فترة الرضاعة، تطالب المطلقة بأجر للحضانة وذلك مقابل رعاية الأطفال، حيث قال تعالى: ﴿ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾ [البقرة: 233].
تنتهي فترة الحضانة عندما يبلغ الولد خمسة عشر عاما، وعندما تتزوج الفتاة، ويمكن للأب أن يطالب المحكمة بتخيير الأطفال بين بقائهم مع الأم أم الأب.
حقوق المرأة في الإسلام عند الزواج
كفل الإسلام للمرأة حقوقها عند الزواج وألزم الزوج بها، ويقول الله تعالى:- (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
يسمح الزواج للزوجين المشاركة والراحة فيما بينهم ولكن حدد لكل من الزوج والزوجة حقوق خاصة بهم وواجبات عليهم.
وكرم الإسلام المرأة وعززها وأوصى بها حيث أن الإسلام كرم المرأة والزواج وجعل الزواج منها آية فقال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). وأجمل الله تعالى حقوق الزوجة على زوجها في قوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). وتنقسم حقوق المرأة في الإسلام عند الزواج إلى:
1-الحقوق غير المالية للمرأة في الإسلام عند الزواج
وتتمثل الحقوق غير المالية للمرأة في الإسلام كما يلي:-
حق المرأة في حسن المعاشرة وعدم الإضرار بها.
العدل بين الزوجات في حالة تعددهن.
حفظ حقوق المرأة وعدم ظلمها من قبل الزوج.
عدم التعدي على المرأة أو إهانتها سواء بالكلام أو بالأفعال.
حفظ مالها وعدم الاعتداء عليه وذلك لأن لها ذمة مالية خاصة.
عدم استعلاء الزوج عليها.
عدم الحط من قدرها أو تعدي الزوج عليها بالضرب والإيذاء.
عدم منع المرأة من إكمال تعليمها.
عدم منع المرأة المتزوجة من الذهاب إلى عائلتها وقطع رحمها.
2-الحقوق المالية للمرأة في الإسلام عند الزواج
وتتعدد هذه الحقوق بين حقها في المهر، حقها في مسكن الزوجية، وحقها في نفقة الزوجية.
الحق في المهر
المهر هو مال يجب على الزوج شرعا لزوجته بمقتضى عقد الزواج، ويسمى أيضا مؤخر الصداق ويسمى كذلك للدلالة على صدق رغبة الزوج في ذلك الزواج.
أجمع فقهاء المسلمين على وجوب المهر على الزوج، وقد جاء المهر في آيات القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية.
ويعد الهر تكريما للزوجة وليس ثمنا للاستمتاع بها، فهذه فكرة خاطئة لدى الكثير من الناس؛ وذلك بدليل أنه إذا طلقت المرأة قبل الدخول بها والاستمتاع بها وجب لها نصف قيمة المهر.
ويمكن تقديم المهر أو بعضا منه، فيمكن للزوج أن يدفع نصفه ويتبقى النصف الآخر إلى أجل الموت أو الطلاق أيهما وقع.
لا يوجد قيمة معينة للمهر ولا له حد أقصى، ولكن يستحب عدم المغالاة تيسيرا على الشباب المقبل على الزواج، وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم “خير الصداق أيسره”.
وتتبعاً للمذهب الحنفي حيث أن فقهاء الحنفية قد وضعوا وقدروا الحد الأدنى للمهر وهو عشرة دراهم، وتساوي خمسة وعشرون قرشا مصري، ويمكن تسجيله في وثيقة الزواج.
وقد يسقط نصف المهر إذا حدث الطلاق قبل الدخول بالزوجة، ويسقط كله في حالة:
- أن تبري الزوجة زوجها من المهر كله سواء دخل بها أم لا.
- إذا خلعت المرأة زوجها سواء دخل بها أم لا.
- إذا حدث فراق بين الزوجين بسبب يأتي من ناحية الزوجة قبل الدخول.
الحق في مسكن الزوجية
تجهيز البيت الذي سوف يتم الزواج فيه، وهذا الشيء هو مطلوب من قبل الرجل فعليه أن يقوم بالتجهيزات اللازمة للمنزل بنفسه، وذلك حسب قول الفقهاء الأحناف، ولكن هنا ليس مطلوب من الزوجة أن تشترط شيء في هذا، والسبب وراء أن الرجل مطلوب منه أن يقوم بكل هذه الأمور وحدة من جهة تجهيزات منزل الزوجية هو أنه يعد بند من بنود نفقته على زوجته.
ولكن يرى فقهاء المالكية أن تجهيز منزل الزوجية يخضع لعرف عامة الناس، وهو ما جرى على أن تجهيز المسكن يكون على الزوجة ولكن لا يتعدى مبلغ المهر المأخوذ من الزوج، أو يكون بالتعاون بين الزوجين.
الحق في نفقة الزوجية
حيث إن نفقة الزوجية هي توفير المنزل والأكل والشراب والإلزام بالمصروفات العلاجية والمعيشية ومصاريف الكساء وغيرها من أمور حياتية مختلفة كما جاء في الشرع.
تقتضي نفقة الزوج على زوجته سواء دخل بها أم لا.
ولكن هناك أمر يسقط نفقة الزوج على زوجته وهو أن تشرك المسلمة بالله أو تخرج من الملة.
حقوق المرأة على الرجل في الإسلام
حقوق المرأة على الرجل في الإسلام، قدر الإسلام المرأة حق قدرها، فلم يظلمها ولم يهينها ولم يقلل من شأنها بل رفع من مكانتها ووضعها في مكان مميز وعززها وضمن الحقوق الحياتية لها، وهذا تقدير وتعزيز للمرأة.
وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة حيث قال (استوصوا بالنساء خيرا)، كما أمرنا الله تعالى بمعاملتها بما يليق بها وبمكانتها، فعلينا أن نلتزم بتعاليم الإسلام ونحفظ للمرأة حقوقها، ونعدل في معاملتها، وإنصافها إن كانت على حق، ومن حقوق المرأة على الرجل:
- عدم ممارسة العنف ضدها.
- الحفاظ على حقوقها وعدم تمييز الرجل عليها.
- احترام الرجل للمرأة وعدم السخرية أو التقليل منها.
- من حق المرأة أن يقوم الرجل بالإنفاق، فله حق القوامة على المرأة.
- من حقوق المرأة أن تلتحق بالمراحل الدراسية المختلفة، فلا تقتصر العملية الدراسية على الرجال فقط.
- أصبحت المرأة تتساوى اليوم مع كيان الرجل في كثير من الحقوق، فلا يجب إنكار حقوقها.
- إذا قامت مشاجرات فمن حق النساء أن يتم حمايتهم من قبل الرجال.
نختم قولنا بأن مكانة المرأة في الإسلام مميزة وفريدة، حيث جعلها صاحبة رسالة ولها وجهة نظر وحكمة في الأمور، على عكس المجتمعات الأخرى التي تحرمها من حقوقها وتمارس ضدها كل أشكال العنف والعنصرية.