تعرف على أركان الإيمان بالترتيب و عددها
يتألف الإيمان من عدة عناصر، ومن بينها التصديق بوجود الله الواحد الأحد، والإيمان بعظمته وقدرته، والإذعان لأوامره وطاعته، وتعد مبادئ التوحيد من الجوانب الأساسية في جميع الديانات، إذ تؤكد التوراة والإنجيل والقرآن على أهمية هذا المفهوم وأوصت بعدم الشرك بالله.
تعرف أيضاً على أفضل سلاسل شرح العقيدة الإسلامية الصحيحة للمبتدئين
تعريف الإيمان بالله
في حديث جبريل الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، يتبين لنا معنى الإيمان بوضوح، حيث تساءل جبريل عن المعنى الحقيقي للإيمان، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول: “الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبالقَدَر خيرًا وشرًا”. هذا ما رواه مسلم.
ويمكن تعريف الإيمان بالله على أنه التصديق بوجود الله عز وجل وألوهيته، والاعتراف بكماله وعظمته حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: “قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُو في ضًلالٍ مُبِينٍ”.
وعرف الفقهاء والمفسرون أن الإيمان بالله هو إحدى أسباب السعادة في الحياة والارتقاء في المراتب في الآخرة، إذ يساعد على تحصيل معرفة روحانية شامله لخالق كل شيء، والتعريف بأسمائه وصفاته. حيث ان أن هناك علاقة طردية بين المعرفة بالله والإيمان به حيث كلما ازدادت المعرفة بـ رب المخلوقات، ازدادَ التصديق به.
وتضمن القرآن الكريم في تعريف الإيمان بالله فى قوله تعالى “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” . وتشير هذه الآية إلى أن الإيمان بالله يتألف من ثلاثة عوامل من التوحيد، وهي: الربوبية،و الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
ماهي أركان الإيمان
أثناء جلوس رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، أتى إليه ملاك مرسَل من الله واسمُه جبريل عليه السَّلام، ليُعَرِّفَهُ بأركان الإيمان وهذه الأركان هي: إيمان المسلم بالله، وملائكته، وجميع الكتب السماوية، وبالرسل ، وباليوم الآخر وبالقدر، وهي الأركان التي يجب على المسلم الإيمان والخضوع لها وفيما يلي شرح لكل ركن من هذه الأركان.
1-الإيمان بالله
التقرب بعبادة الله الذي هو واحد متفرد، وإلايمان بكماله وصفاته وأسمائه التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنة المشرفة.
2-الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة هو أساس مهم في الإيمان وهو عبارة عن الإيمان بوجود الملائكة والاعتقاد بأنها من خلق الله تعالى، واعتقاد بأن خلقهم من نورٍ، والاعتراف بالأدوار التي توكل إلى الملائكة في طاعة أوامر الله.
3-الإيمان بجميع الكتب السماوية
يتفق المؤمنون على أن الاعتقاد بالرسالات والكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على رسله ومن بينها ما ذُكر في القرآن الكريم والسنة، إضافة إلى ما لم يذُكر، يعد من أهم أركان الإيمان، كذلك من بين هذه الكتب: التوراة، الإنجيل، صحف إبراهيم، الزبور، والقرآن الكريم.
4-الإيمان بالرسل
يعتبر الإيمان بالرسل من أهم مبادئ الإيمان، وهذا الإيمان بالرسل التي أرسلها الله للبشرية في كافة الأقطار والبلدان، سواءً كان هؤﻻء الرسل المذكورون في الكتاب المقدس أو التى لم تذكر يجب أن يعاملوا جميع على قدم المساواة، ودون تفضيل رسول على رسول آخر.
وقد تم ذكر 15 نبيًا في القرآن الكريم وهم: آدم، نوح، إدريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، أسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، كذلك تمّ ذكر زكريا و سليــمان وإلِياس و يحيى و عیسی مع صلاة الله علیهم جمیعە.
5-الإيمان باليوم الآخر
يجب الإيمان باليوم الأخير وهو الركن الخامس من أركان الإيمان، أي الإيمان بكل ما يتعلق باليوم الآخر المذكور في كلام الله ورسوله المكرم، وهو الإيمان بالموت والبعث، وعذاب القبر، فضلاً عن التحديات التي نُصادفها في هذه المرحلة من المشي على الصراط، والإيمان بالحساب والجنة والنار، واليقين بأن الله لا يظلم أحد سواءً كان حكم الله بالجزاء أو العقاب، وذلك بناءً على نيته وأفعاله.
6-الإيمان بالقدر
الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان بالله، وهو يتضمن توقع الخير والظن الحسن بالله، والقبول بقدر الله سواء كان خيرًا أو شرًا. يأتي ذلك من قول الله “خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تقديرا”
ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟
جعل الله أركاناً للإسلام على غرار ما جُعلت أركان الإيمان، حيث يتلازم الإيمان والإسلام في عبادة الله الواحد الأحد و مترابطان، إذ يشير الإيمان إلى الاعتقاد والتصديق بألوهية الله عز وجل وأنه واحد أحد لا يوجد له شركاء، اما الاسلام فهو التسليم التام والخضوع لتنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى.
ويوجد اختلاف أساسي بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، حيث تظهر أركان الإسلام وتتطلب من الإنسان أدائها، في حين تمثل أركان الإيمان قضايا داخلية و روحية غير مرئية. فأركان الإسلام تتمثل في:
1- نطق الشهادتين
اى قول شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وهي أساس الإسلام، حيث تعد الشهادتان الأساس الرئيسي من أركان دين الإسلام.
2- أداء الصلاة
الفرد المسلم يجب عليه أداء خمس صلوات التى امرنا الله بهم كما شدد الله عز وجل على ادائها فى وقتها فإذا انتهى من الصلاة، عليه أن يذكر الله قائمًا وقاعداحيث قال تعالى “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”، وتأكد الآية من أهمية أداء الصلاة في وقتها المحدد وعدم التقصير في ذلك، إذ أنها كانت مفروضة على المؤمنين في أوقات معينة ولا يجوز تأجيلها أو تركها.
3- إيتاء الزكاة
الزكاة أحد أركان الإيمان الأساسية في الدين الإسلامي، حيث تُعتبر فريضة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم، وتعطى للفقراء والمحتاجين، وخص الله بها المسلمين ليطهر أموالهم من البخل وتزكيتها.
4- فريضة الصيام
فرض الصوم على جميع المسلمين البالغين القادرين والأشخاص ذوي العقول، وقد قال الله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”، والحكمة من فرض الله الصيام على المسلمين وهو التحكم بشهواته وإزالة الذنوب والأخطاء التي أصبحت من عادات المسلم.
4- فريضة الحج
تتمثل فريضة الحج في التزام معين بالشعائر والمناسك الإسلامية، حيث يتوجب على المسلم قصد بيت الله الحرام في مكة المكرمة وأداء عدة مناسك منها الطواف حول الكعبة وصعود جبل عرفات والطواف حول الصفا والمروة، كما أن هناك ثلاث شهور محددة لأداء هذه الفريضة، شوّال وذو القعدة وذو الحِجّة.
والحج هو مهمة دينية يتعين على كل مسلم المؤهل القيام بها، وهو من أركان الإسلام، وذكر فرض الحج في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:“وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ”.
وهذه أركان واضحة يفعلها الفرد المسلم بشكل صريح وعلني، أما أركان الإيمان فهي أركان داخليه غير واضحة كما ذكرنا سابقا يفعلها الإنسان بقلبه وروحه.
الأدلة من القرآن التي بين الله فيها أركان الإيمان؟
تعتمد عقيدة المسلمين على مجموعة من الحقائق والمفاهيم المهمة، التي تشكل أساس الإيمان والاسترشاد في الدين. ويجب أن يكون المسلم مؤمنًا بذلك ويرغب في تطبيقه في حياته، حتى يظهر احترام دينه من خلال سلوكه وأفعاله. إذ أن الدين هو الأساس لتحديد نوعية المعاملات والأفعال التي يتخذها المسلم.
ولقد وضح الله عز وجل في القرآن الكريم، أدلة قرآنية ليبين أركان الإيمان الواجبة، ومن هذه الآيات الكريمة، قوله تعالى” :لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177]. وقوله تعالى:إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”.
وشملت الآيات في مضمونها أحكام وأركان بارزة في الإيمان، إذ ضمت الآية الأولى خمسة أركان مهمة من قوام الإيمان، وهي: إيمان بالله، وباليوم الآخر، والملائكة، والكتب السَّماوية، والأنبِياء.واحتوت الاية الثانية على الركن السادس وهو الايمان باقضاء والقدر
ويعتبر الشخص الذي لا يؤمن بالأركان الستة كافرًا، إذ وصف الله سبحانه وتعالى غير المؤمنين في كتابه، حيث قال تعالى “وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بعيدًا”.
أركان الإيمان في السنة النبوية الشريفة
تم التأكيد على أهمية أركان الإيمان كجزء أساسي من العقيدة الصحيحة للمسلم من خلال الحديث النبوي. وروى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عن أمير المؤمنين قال:“بينما نحن عند رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في يوم من بين الأيام، إذ ظهر أمامنا رجل لونه ابيض شديد ثيابه بيضاء شعره شديد السواد، لا يظهر عليه أنه كان مسافر، ولم يستطع أحد منا التعرف على شخصيته، حتى جلس إلى جانب النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره قال: صدقت”.
أهمية أركان الإيمان
تتمثل أهمية الإيمان الكبرى في توضيح عقيدة المسلم وتحديدها بشكل صحيح، وشرح صدر المسلم بالتوحيد والنور، مما يؤدي إلى شخصية مؤمنة خارجة من ظلام الجهل والكفر، وفائزة بالجنة.
يتحلى المؤمن بالصبر والعزيمة
- تعمل هذه الصفات على تمكن المسلم من القوة وردع أعداء الله ورسوله وعلو دينه وارتفاع شأن المؤمنين، مما يؤكده قول الله تعالى في “وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا”.
- تظهر نتائج الإيمان النقي بالله المتعال في حياة المسلم في تحسين نفسه واطمئنان قلبه، وهناك دلائل قرآنية تبيِّن ذلك، مثلاً الآية التالية: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”.
اكتساب الأمان والهدوء والسكينة
تتحقق سعادة الإنسان روحياً ومادياً إذا قام بأعمال صالحة، وذلك ما أشار إليه الله في قوله “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
الثبات على الدين
يستطيع المؤمن أن يصمد لمواجهة فتن الدين والدنيا، حيث يمتلك الإيمان القوة بأن يواجه الصعاب في الحياة بثقة وهدوء، ويكون قادرًا على التغلب على نفسه وعدم التسامح مع جذور الشر، وقد اوضح القران الكريم ذلك من خلال “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”.
إعمار الأرض
- يعطى الإيمان المؤمن القوة ليتمكن من إعمار الأرض ويكون خليفة الله فيها، حيث وعد الله عز وجل المؤمن بأن يكون خليفته في الأرض، ويجعله قادر على الكفار، وقد ذكر الله تعالى هذا الوعد في الآية الكريمة الآتية: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يعبدوني لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
- تساهم إيمان المؤمن في إظهار الخيرات في الأرض والسعي الدائم للقيام بأعمال الخير والابتعاد عن المصائب والشكوك، حيث يتفهم المؤمن أنَّ هذا الإيمان يحدث اصلاحًا للروح والمجتمعات، مما يؤدي إلى توفير المزيد من الافادة للجميع، فضلاً عن التأثير إيجابًا على صحة الانسان نفسياً وعقلياً.
أركان الإيمان للأطفال
تتجلى أهمية تلقي الطفل لتعاليم المفاهيم الدينية في نشأة شخصيته وسلوكه وحسن تعامله مع الآخرين، كما يساعد على بناء قيم إنسانية مثل المحبة والتضامن والأخوة، التي تؤثر في صقل فكر هذا الطفل وثقافته الدينية على المدى البعيد. خلال مختلف مراحل العمر،وسوف نقوم بشرح أركان الإيمان للأطفال.
1- الإيمان بالله
من المهم معرفة الله عز وجل والإيمان به وخلق الإنسان وجميع الكائنات الحية، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الطبيعة بما تحتويه من كائنات مختلفة، بما في ذلك النفس البشرية واعطى لكل مخلوق حياته والبيئة المناسبة له ووظائفه الموكل بعملها وكيفية الدفاع عن نفسه وأهله.
2- الإيمان بالملائكة
خلق الخالق عز وجل الملائكة من نور، والإنسان من طين، وتتمتع الملائكة بالشفافية حيث يُعد صعباً على البشر رؤيتهم، كما أنهم يقومون بأشغال محددة يتم تعيينها لهم من قبل الخالق ويقومون بطاعة الله ولا يعصونه ابداً.
وقد منح الله الإنسان عقلاً وجعله مسؤولاً عن إدارة الأرض ونشر روح الخير والسلام.وكرمه الله على جميع المخلوقات،ووعده بالثواب على طاعته له وعمل الخيرات.
3- الإيمان بالكتب السماوية
يتضمن الإيمان بجميع الكتب السماوية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه المجيد، مثل التوراة التي نزلت على موسى، والإنجيل الذي أُنزِلَ على عيسى، والقرآن الذى انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم.
4- الإيمان بالرسل والأنبياء
يتعلق الإيمان بالرسل والأنبياء بإرسال الله عز وجل لهم إلى البشرية من أجل تعليمهم الحق والخير، لكي ينعم الناس بالسلام والحرية، وأنزل الله مع كل رسول وحى حتى يرشده إلى طريق الخير.
5- الإيمان باليوم الآخر
يتعلق الإيمان بالأمور غير المرئية التي ستحدث في يوم القيامة مثل الحساب والجزاء، وكذلك بالموت والقيامة وعذاب القبر وفتنته، والصراط المستقيم وأن دخولهم الجنة يكون بسبب أعمالهم الصالحة التي قاموا بها في حياتهم، وبالعكس للأشخاص الذين قاموا بأفعال سيئة فإن نهاية طريقهم هي النار والعذاب.
6- الإيمان بالقدر خيره وشره
يتعين علينا قبول قضاء الله وإيماننا بحكمة الخالق عن خلقه، وعلينا أن نحسِّن ظننا بالله في جميع الأمور التي يفرضها، وعدم تعجل الانسان لامر ما من غير الخضوع لتدبير الله وتصريف شئونه.
تعلم الأطفال أركان الإيمان الستة بطرق سهلة وبسيطة، والقصة الأنسب لتوضيح هذه الطرق هي مجيء سيدنا جبريل في شكل إنسان إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وعددٍ من الصحابة، حتى يجيبوا على أسئلته حول مفهوم الإيمان وأركانه.
ما الفرق بين أركان الإيمان وقواعد الإسلام؟
الإسلام والإيمان مرتبتان من مراتب الإسلامي؛ فالإسلام هو جميع الأقوال والأعمال الواضحة التي أمرنا الله تعالى أو رسوله عليه السلام بعملها، وأركان الإسلام خمسة أركان جمعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: «بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً».
الإيمان يعني أن تؤمن بقطع الجزم بوجود الله والوهيته، وأن تطمئن قلبك لذلك وتعيش حياتك في طاعة الله تعالى والابتعاد عن محرماته، كما أنه يتضمَّن إيمانك بنبوة محمد ﷺ وقبول كل ما اخبر به من رسالة دين الإسلام وطاعتة المطلقة في جميع جاء به.
والإيمان هو الإيمان بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح، ويزيد الإيمان بالطاعة ويقل بالمعصية، فإذا ذكر الإسلام والإيمان كان لكل واحد منهما معنى خاص به؛ فيُقصد بالإسلام الأعمال الواضحة والظاهرة، ويُقصد بالإيمان الأمور الخفية الغيبية؛ ولكنهما مرتبطان ببعضهم؛ فإذا ذكر الإسلام في كلام دخل فيه الإيمان، وإذا ذكر الإيمان في كلام دخل فيه الإسلام.
هل الصلاة ركن من أركان الإيمان؟
لا، الصلاة هي من أركان الإسلام وليس الإيمان؛ وهي عبادة يؤديها المسلم للتقرب إلى الله وطاعة لأوامر الله ورسوله، وهى أفعال واضحة تفعلها الجوارح، أما الايمان فهو أفعال خفية محلها القلب؛ ولكن أركان الإسلام تكمل الإيمان؛ فكل من أركان الإسلام والإيمان ركائز العقيدة الصحيحة ولا يصح إحداهما دون الأخرى.
من أنكر ركنًا من أركان الإيمان فإنه؟
من المؤكد أنه من أنكر ركناً من أركان الإيمان فإنه يكون كافرًا؛ لأن الإيمان يتطلب من الشخص أن يؤمن بالأركان الستة التي وردت فيه، ويعَدُّ نفي واحدٍ منهم نفيًا للجميع، والابتعاد عن ما جاء في السنة، وتعتبر هذه المخالفات كافرة، مما قد يؤدي إلى خروج المؤمِّن عن دائرة الإسلام.
ما هي أركان الإسلام والإيمان والإحسان؟
يتضمن دين الإسلام عدة مراتب، فالإسلام يعني الأعمال الملحوظة من قبل الآخرين، أما الإيمان فيشير إلى أعمال القلب والاعتقاد، وأعلى مراتب الدين هي المستوى المثلى للإحسان، وتتكوّن كل مرتبة من ركائز يجب على كافة المُؤْمِنِيْن فهمها والتزامها.
أولاً- أركان الإسلام:
تتوافر للإسلام أركان أساسية مهمة جداً، والتي لا يمكن استكمالها إلا بوجود الأخرى، إذ تعتبر هذه الأركان متكاملة ويشترط وجودها معًا؛ فضلاً عن أنها تعد الأساس للديانة وهذه الأركان هى:
- شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
- إقام الصلاة.
- إيتاء الزكاة.
- صوم رمضان.
- الحج.
ثانيًا- أركان الإيمان:
الإيمان يشير إلى النوايا الخفية والمعتقدات التي يؤمن بها المسلم من قلبه، وهو يشير أيضاً إلى الأسس الرئيسية للإيمان. وأركان الإيمان هي:
- الإيمان بالله.
- الإيمان بالملائكة.
- الإيمان بالكتب.
- الإيمان بالأنبياء.
- الإيمان باليوم الآخر.
- الإيمان بالقضاء والقدر.
ثالثًا- أركان الإحسان.
الإحسان يعني أن تعبد الله كأنك تراه، فإذا لم تكن تراه، فإنه يراك والإحسان هو أعلى مستوى في الدين الإسلامي، ويتضمن التسليم والخوف من الله، والتقدير لوجوده، كما يجب علينا الإيمان بأن الله يشاهد كافة أفعالنا في جميع الأماكن والأوقات والخوف من الله وعدم الخوف من الناس.
ما الغاية من كل ركن من أركان الإسلام؟
لكل جانب من جوانب الإسلام هدف وغاية محددة، وتُمثل هذه الأهداف في الآتي:
١- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله:
الاعتقاد والاعتراف بأن الله وحده يستحق العبادة، والالتزام بذلك والعمل به، ويجب أن يكون المؤمن عارفًا بهذه الحقيقة، ومؤمنًا بها بثقة تامة، ويجب أن يكون قادرًا على تطبيق هذه المعرفة في حياته، عن طريق عبادته الخالصة لله فقط بإخلاص، ومصدقاً برسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أرسل لجميع الأفراد، ويجب اتباع ما تنص عليه هذه الشهادة.
هاتان الشهادتان هما اللتان يدخل بهما الإنسان في الإسلام، والنطق بها إيمان بمحتواها، ونواقض الشهادتين هي نفسها نواقض الإسلام، وهو الشرك بالله، والاستهزاء بدينه، والسحر، ….
٢- إقامة الصلاة:
هى عبارة عن الركن الثاني من أركان الإسلام وهي خمس صلوات وهي فارقة بين المؤمن والكافر، وتضم هذه الصلوات صلاة الفجر ركعتان، وصلاة الظهر أربع ركعات، وصلاة العصر أربع ركعات، وصلاة المغرب ثلاث ركعات، وصلاة العشاء أربع ركعات، و لإتمام هذه المهمة مطلوب التطهير من الحدث سواء كان حدثًا أصغر أو أكبر.
٣- إيتاء الزكاة:
الفقراء لهم حق شرعي مقدر في الحصول على جزء من ثروة الأغنياء، يدفع هذا الجزء بمثابة عبادة وتقرُّب بين الإنسان والله في وقت إلزامي للإخراج، ويجب على المسلم أن يدير حصته من المال المملوك له، إذا كان قد تعدى الحول أو تجاوز نصابًا محددًا.
٤- الصوم:
الإمساك عن المفطرات والامتناع من تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ويقوم بهذا الإجراء بغرض عبادة الله. كما أن صوم شهر رمضان هو ركن من أركان الإسلام وفريضة، ولا يجب على المسلمين إلا في هذا الشهر، ويتم بدء هذا الصيام بتحديد رؤية هلال رمضان، أو بالإعلان عنه، أو بإكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا. ويستحب في هذا الشهر تأخير وجبة السحور قدر المستطاع، وزيادة التفاني في أداء العبادات، وقراءة كتاب الله.
٥- حج البيت:
الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء الطقوس المحددة في شهر ذي الحجة وهو ركن من أركان الإسلام وفرض من فروضه، ويجب على كل مسلم بالغ عاقل وحر تأدية هذه الفريضة إن كان قادراً على ذلك.
باختصار، يمكن القول أن هناك إختلاف بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، وقد ذكرنا سابقًا ما هي تلك الأركان بالتفصيل الممل، بالإضافة إلى شرح مستويات الدين في الإسلام وهدف فرض تلك الأركان.