كيف أجعل طفلي يحفظ القرآن؟
لا يخفى على أحد عِظم وفضل حفظ القرآن الكريم، فمن المعلوم أن الذي يحفظ القرآن الكريم يعد من أهل الله وخاصته، كما أن العبد الذي يقبل على حفظ القرآن الكريم يكون مرفوع القدر في الدنيا قبل الأخرة؛ نتيجة لعظم كلام ربه الذي يحمله في صدره إلى غير ذلك من الفضائل العظيمة التي تخص حملة القرآن، وإليك مقالة مفيدة أيضًا عن أفضل مواقع لتعليم الأطفال.
فإذا كان هناك طفل ويرغب كلاً من الأبوين في أن يجعلاهُ ينال هذا الشرف العظيم، فعليهم بتوجيه الطفل باجتهاد وإرشاده باتباع ما نقدمه من وسائل في هذه المقالة.
الخطوات المهمة في الحفظ
1- استمعي للقرآن وهو جنين
عليكِ أن تعلمي أنكِ تؤثرين في جنينك أثناء حملك؛ لأنه قد ثبت علمياً أن الجنين يتأثر نفسياً، وروحياً بحالة الأم والبيئة المحيطة بها وهو في بطنها، فإذا استمعت الأم الحامل للقرآن أثناء حملها، وظلت مواظبة على ذلك؛ فإنه يعود عليها، وعلى جنينها بالنتائج الإيجابية؛ حيث الأم ستشعر بالراحة، وبحالة نفسية جيدة ينعكس أثرها على جنينك؛ حيث ثبت أن للقرآن الكريم تأثيراً إيجابياً على روح المستمع، كما ثبت أن هذا التأثير الإيجابي قد امتد أثره لمن لا يعرف العربية.
لذلك، إذا أردتِ أن تجعلِ طفلك مرتبطًا بكتاب ربه منذ صغره، فعليك بالاستماع إلى القرآن أثناء فترة حملك، حتى وإن كان ذلك على فترات قصيرة يومياً.
2- استمعي للقرآن وهو رضيع
أثبتت الأبحاث العلمية أيضاً أن الطفل الرضيع يتأثر بما يحيط حوله، كما أن يتمكن من استيعاب المؤثرات الخارجية؛ حيث تكون حاسة السمع لديه قد بدأت بأداء وظائفها، وبالتالي يتمكن من حفظ المعلومات والمفردات التي يتلقاها من بيئته، إلا أنه لا يتمكن من استردادها للاستخدام في فترة الرضاعة على عكس الأطفال الكبار والبالغين فإنهم يتمكنون من استعادة المعلومات التي تلقوها من قبل.
ومن هنا، إذا كنت ترغبين في أن تنشئين طفلاً حافظاً للقرآن، ننصحك أن تجعلي طفلك يتعرض لسماع القرآن أثناء فترة الرضاعة يومياً لمدة 5 ـ 10 دقائق؛ حتى تزداد المفردات التي يتلقاها، ويتمكن من استردادها وحفظها بسهولة فيما بعد.
3- اقرأي القرآن أمام طفلك
من المعلوم أن أي سلوك يصدر عن الوالدين، يتشربه الطفل ويقوم بتقليده فيما بعد. لذا، فإن فكرة القراءة أمام الطفل تجعل الطفل لديه رغبة في تقليد الكبار، أما في حالة إصدار الأوامر له بالقراءة دون أن يراكي تفعلين ذلك فإنه لن يستجيب لكِ بقدر استجابته عندما يراكِ تقرأين بنفسك.
ومن هنا، فإن القراءة أمام الطفل تعد وسيلة لجعله يرتبط بالقرآن الكريم منذ صغره، مما يجعله مستعداً لحفظه من بداية عمره.
4- اهديه مصحفاً يكون خاص به
هناك غريزة بشرية تعرف بالتملك وهي موجودة في الطفل منذ صغره، فإذا قمتِ بإهداء مصحف له فإن ذلك يجعله يهتم به كما يهتم بامتلاكه للألعاب لذلك، ننصحك بضرورة التوظيف الصحيح لهذه الغريزة بأسلوب يساعد على ارتباط طفلك بالقرآن منذ صغره، وذلك من خلال تقديم مصحف له، وإخباره بأن هذا المصحف ملكه؛ حتى يتحفز الطفل للإقبال عليه ومن ثم قراءته وحفظه.
5- أخبريه أن هناك يوم للإحتفال في حالة حفظه
ينبغي عليكِ أن ترّغبي طفلك في الحفظ؛ حتى تشجعيه على استكمال حفظه، وذلك من خلال أن تربطي حفظه لسورة ما، أو جزء بإعطائه هدايا محببة إليه في حفلة صغيرة؛ لأنه تفوق وحفظ المطلوب منه، فهذه الوسيلة تحفز الأطفال على استكمال حفظ القرآن حتى نهايته.
6- قومي بحكاية قصص القرآن له
إن معظم الأطفال تفضل سماع القصص بشكل كبير، لذلك عليك أن تتجهي إلى فهم قصص الأنبياء؛ حتى تقصيها عليهم في شكل حكايات تتناسب مع أعمارهم، ومداركهم بشرط أن يكون سردك للقصة مترابط مع النص القرآني؛ حتى يسهل عليهم عملية فهم مفردات القرآن وبالتالي يسهل عليهم حفظ.
7- قومي بإعداد مسابقة له
تعزز المسابقات روح المنافسة بين الأطفال، كما أنها تنمي لديهم رغبة الفوز بالجائزة. لذلك، قومي بإعداد مسابقة من حين لآخر بين طفلك وقرنائه من الجيران، أو بين إخوته في قصار السور، وغيرها من الأسئلة التي تناسب مستواه؛ وبذلك يتشجع الطفل على حفظ القرآن الكريم.
8- علمي طفلك مفاهيمه من مفردات القرآن
عليك أن تربطي تعليم طفلك للمفاهيم الجديدة عليه بالآيات القرآنية. فمثلا يمكنك تعليمه مفهوم الماء وربطه بالآيات التي تتحدث عن الماء، كذلك يمكن أن تعلميه مفهوم الفيل، وتربطي ذلك بحفظه لسورة الفيل، كذلك تعليمه مفهوم الشمس وربط ذلك بحفظه لسورة الشمس، أو الآيات القرآنية التي ذكرت فيها الشمس، وهكذا؛ حتى يتمكن الطفل من حفظ القرآن بسهولة.
9- اجعلي القرآن رفيق طفلك دائما
من الوسائل السريعة التي تساعد على استجابة الأطفال لحفظ القرآن، أن تجعلي جزء عم معه دائماً سواء في كان في حالة الفرح، أو كان في حالة خوف وتوتر؛ حتى يتعلم أن الأمان، والراحة النفسية مرتبطان بالقرآن، كما أنه يجب عليك أن ترشديه إلى قراءة القرآن حال توتره وقلقه مما يجعله مرتبط بقراءة القرآن، ومن ثم يتمكن من حفظه بسهولة.
10- اربطي طفلك بالوسائل المختصة بتعليم القرآن
هناك العديد من المدارس ، والقنوات ، والأكاديميات التي تسعى لتعليم الأطفال القرآن الكريم في كل مكان، تعرفي عليها واجعلي طفلك مرتبطاً بها، كما أن هناك أيضاً العديد من الأشرطة، والأقراص المسجلة التي ساعدت الكثير من الآباء في تعليم أطفالهم القرآن الكريم.
ولكن احرص أن تجعلي طفلك متواجد بين غيره من الأطفال؛ حتى تتحرك لديه رغبة التقليد، والتنافس مما يجعله يتطلع إلى أن يكون مثلهم أو أفضل منهم .
11- اشتري له أقراص تعليمية
إذا كان لديك جهاز كمبيوتر، أو لاب توب عليكِ الاستعانة ببعض الأقراص التي تعلم الأطفال القراءة الصحيحة؛ حيث أنها تساعدهم على الحفظ بشكل سريع، وسليم؛ وذلك لأنها تقوم بتكرار الآية أكثر من مرة بطريقة النطق الصحيحة، ومعلوم أن التكرار له فوائد عظيمة في عملية الحفظ؛ حيث يجعلها سهلة.
12- قومي بتسجيل صوت طفلك وهو يقرأ
احرصي أن تجعلي طفلك يسجل قراءته، ثم قومي بالثناء عليه إذا كانت صحيحة، وإذا كانت بها أخطاء علمية إياه من خلال المقارنة بين قراءته وبين القراءة الصحيحة؛ لأن ذلك يعمل على زيادة ثقته بنفسه، فيشعر أنه قادر على حفظ القرآن الكريم مثل الشيخ الذي يتعلم منه القراءة.
13- شجعيه على الاشتراك في الاذاعة المدرسية
ينبغي عليك أن تحثي طفلك على الاشتراك في تلاوة القرآن في الإذاعة المدرسية؛ حيث أن مثل هذه الأشياء تحفزه على ظهرر أفضل المواهب التي تكمن بداخله، نتيجة ثناء المعلمين عليه. كذلك ينبغي على الأبوين أن يكونا على تواصل مع معلمين أطفالهم؛ حتى يطمئنوا على مستواهم ، ويساعدوا المدرسين في تصحيح أخطاء أبنائهم.
14- اصنعي اجتماع منزلي
من الأشياء التي تبين للطفل مدى أهمية حفظه للقرآن، تعاون أفراد الأسرة على عقد اجتماع منزلي لقراءة جزء من القرآن الكريم أسبوعياً، بالإضافة إلى إشراك الطفل في هذه القراءة، والثناء عليه بالعبارات التحفيزية إذا أصاب، وتصحيح أخطائه إذا أخطأ برفق ولين؛ فهذه الطريقة تمد الطفل بالقوة على استكمال حفظ القرآن الكريم.
15- اجعليه أكثر ارتباطاً بأهل العلم والمعرفة.
عليكِ أن تدلي طفلك على العلماء، ومجالس العلم؛ حتى يتلاشى حاجز الخوف والخجل الموجودان عنده بالفطرة مما يؤدي إلى غرس حب السؤال والمناقشة في الطفل فينشأ مُحباً للعلم، وأهله ويسهل عليه فهم معاني القرآن الكريم وحفظه.
في نهاية المقال، نذكر أن حفظ القرآن الكريم في الصغر يعد سبب رئيسي في تفوق الطفل في حياته في الكبر؛ لأن القرآن الكريم يعمل على تقوية الذاكرة، ويضمن النجاح لكل من أقبل عليه، فإذا أردت الفلاح لطفلك، فاحرصي عليه أن تجعليه من حفظة كتاب الله الكريم.
هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you
المحتوى موجه إلى المرأة فقط
فضلا اضافة أدوات للقارئ والقارئة
نأمل مراعاة توجه الخطاب