أحاديث الرسول عن الموت
حقيقة المَوتُ:
أحاديث الرسول عن الموت وعذاب القبر، فالموت الَّذِي هُوَ تَوَقُّفُ الدَّمِ وَخُرُوجُ الرُّوحِ مِنَ الجَسَدِ، وَانقِطَاعُ النَّفَسِ وَخُمُودُ الحَرَكَةِ وَهُمُودُ الأَعضَاءِ، وَمُغَادَرَةُ الدُّنيَا إِلى حَيَاةٍ أُخرَى، فَكُلُّنَا قَد رَآهُ وَعَرَفَهُ، إِذْ مَا مِنَّا أَحَدٌ، إِلاَّ وَقَد مَاتَ خَلقٌ كَثِيرٌ مِن أَقَارِبِهِ وَأَحبَابِهِ وَجِيرَانِهِ وَزُمَلائِهِ، وَلَكِنَّ قِلَّةً مِنَ النَّاسِ قَلِيلَةً وَنُدرَةً نَادِرَةً، هُم مَن يَعرِفُونَ المَوتَ المَعرِفَةَ الحَقِيقِيَّةَ، المَعرِفَةَ التَّأَمُّلِيَّةَ العَمِيقَةَ، الَّتي تُؤَثِّرُ في النُّفُوسِ تَأثِيرًا نَافِعًا، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) سورة آل عمران، آية: 185.
أحاديث الرسول عن الموت:
1- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثِرُ أنْ يقولَ:
(أكثِروا مِن ذِكْرِ هاذمِ اللَّذَّاتِ) في هذا الحديث النبوي الشريف يوصي النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالإكثار من ذكر الموت (هاذم اللذات)؛ حتى لا يغفل قلب المسلم عن هذه الحقيقة الآتية بدون شك.
2- عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام: (اذكر الموتَ في صلاتِك، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحريٌّ أن يُحسنَ صلاتَه، وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظنُّ أنَّه يُصلِّي صلاةً غيرَها، وإيَّاك وكلُّ أمرٍ يُعتذَرُ منه).
4- عن جابِر بن عبدِ الله رضي الله عنه عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلّم: (لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ ).
5- عن محمود بن لبيد الأنصاري عنِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: (اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحساب).
النهي عن تمني الموت:
لقد نهى النبي -صلّى اللهُ عليهِ وسلم- المسلمين عن تمني الموت عِندَ الإصابة بالبلاءِ والشدائد لهم،
وأمرهم أن يطلُبوا الموت إذا كان في طلبِهِم هذا خير لهم، والدليل على ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رواه أبو هريرة: (لا يتمنَّى أحدُكمُ الموتَ، إما محسِنًا فلعلَّه يَزدادُ، وإما مُسيئًا فلعلَّه يَستَعتِبُ).
وليس هناك تعارض بين هذا القول وتمنِي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي اللهُ عنهُما- الموت، ذلك أن نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن تمنِي الموت إذا حل بالمؤمن ضيق أو سوء في الدنيا، فلا يجب أن يتمنى الموت، أما إن خشي وخاف على دينه من الفتنة، فيسمح له أن يدعو بالموت، قبل مصابه بدينه، وهذا ما كان يعنيه عمر -رضي اللهُ عنه- فقد خشي أن يصاب في دِينه عندما يهرم ويتقدم في العمر، وتضعفِ قوته، وبعد أن يعجز عن تأدية الفرائض التي كلفه الله عز وجل بها مِن أمر الأمة، أو أن يفعل ما يسأل ويُحاسب عليه في الدنيا والآخرة، لذلك دعا الله قائلاً: “فاقبضني إليزٍ، ولا ملومٍكَ غيرَ عاج”، فاستجابَ اللهُ دُعاءهُ وأماته قبلَ انتهاءِ الشّهرِ.
سكرات الموت:
1- سكرة الموت: (غمرته وشدته).
2- سَكَرة: (اسم) (السَّكَرَةُ: المُرَيراءُ التي تكونُ في الحنطة، وهي حبٌّ أَسودُ.).
3- سَكَرة: (اسم) (الجمع: سَكَرات و سَكْرات),(اسم مرَّة من سكِرَ / سكِرَ من), (جهل، غفلة، ضلال).
فتنة القبر وسؤال الملكين:
اتفق أهل السنة والجماعة على أن كل إنسان يسأل بعد الموت قبر أم لم يقبر، حتى لو تمزقت أعضاؤه،
أو أكلته السباع، أو أحرق، أو سحق، حتى صار رماداً ونسف في الهواء، أو غرق في البحر،
فلا بد أن يسأل عن أعماله، وأن يجازى بالخير خيراً وبالشر شراً.
فقد ورد في كثير من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلاصته:
أن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، تعاد روحه في جسده ويسمع قرع نعالهم،
فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
فأما المؤمن فيجيب بقوله:
ربي الله، وديني الإسلام، والرجل المبعوث فينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول الملكان:
انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً في الجنة فيراهما جميعاً، وأما المنافق والكافر فيقول:
لا أدري فيقولان له: لا دريت ولا تليت، ثم يصيبه ما قدر له من العذاب.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن ميت وقف عليه وقال:
(استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)، وقد ورد اسم الملكين فيما يلي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قبر الميت أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير).