غزوات الرسول: تاريخ مليء بالتحديات والنجاحات
إن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثر عظيم على الإسلام، ودراسة غزوات الرسول أمرًا في غاية الأهمية، وقد اعتنى السلف الصالح بها، وكانوا يحثون أبناءهم على الاقتداء بالنبي وتعاليمه، فحب رسول الله يملأ قلوب جميع المسلمين، ويجب نقل السيرة السليمة للنبي صلوات الله عليه، وقد أخذنا على عاتقنا هذه الرسالة الكبرى، وفي هذا المقال نذكُر أهم غزوات الرسول الجليل وتوضيح أهميتها وما الذي عادت به على جميع المسلمين إلى وقتنا الحالي.
الغزوات المبكرة
كانت بداية غزوات الرسول قبيل غزوة بدر حين أذن الله جل علاه للنبي ومن معه بأن يقاتلوا من قاتلهم، حين نزل قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39].
وقد اصطلح المؤرخون على تقسيم المعارك الإسلامية إلى اسمين، الأول: تسمى “غزوة” وهي المعارك التي خرج فيها الرسول (ص) بنفسه، والثانية: “سرايا” وهي معارك كانت بقيادة صحابة رسول الله (ص). وفيما يلي نستعرض أولى الغزوات التي شارك بها الرسول.
غزوات سبقت غزوة بدر بقيادة النبي (ص):
-
غزوة ودان أو الأبواء:
كانت أول غزوة بقيادة النبي (ص)، في شهر صفر للعام الثاني من الهجرة،وهدفت إلى استكشاف الطرق المحيطة بالمدينة، والطرق المؤدية إلى مكة، وعقد بعض المعاهدات مع القبائل المحيطة، ونتج عنها عقد تحالف مع قبيلة بني ضمرة، ولم يحصل قتال.
-
غزوة بواط:
كانت ثاني غزوات الرسول، وكانت في شهر ربيع الأول من نفس العام، وقد خرج فيها 200 من صحابة رسول الله لإعتراض عيرًا لقبيلة قريش والتي كانت تمثل العدو الأول للدين الإسلامي وقتها، وقد علمت عيون قريش بخروج المسلمين واتخذت طريقًا آخر.
-
غزوة سفوان:
وتُسمى هذه المعركة بغزوة بدر الأولى، ففي شهر ربيع الأول من العام الثاني الهجريّ، خرج رسول الله (ص)ومن معه من الصحابة في طلب “كرز بن جابر الفهري” الذي أغار على مواشي المدينة، وحين وصلوا إلى مدينة سفوان كان “كرز” قد لاذ بالفرار.
-
غزوة العشيرة:
حدثت في شهر جمادى الأولى سنة 2هـ، حيث خرج رسول الله ومعه 150 من أصحابه وترك في المدينة أ”با سلمة بن عبد الأسد”، ووصل بهم إلى منطقة العشيرة حيث أقام بها شهرًا وصالح بها “بني مدلج”، ثم عاد ومن معه دون قتال.
غزوة بدر: الأحداث والمعركة
يطلق على هذه الغزوة ” غزوة بدر الكبرى”، و” يوم الفرقان”.
موعدها وأطرافها:
وقعت في 17 رمضان من سنة 2هـ، بين المسلمين بقيادة رسول الله محمد (ص)، وقريش وحلفائهم من العرب بقيادة ” أبو جهل عمرو بن هاشم”، وتُعد من أوائل المعارك الإسلامية الفاصلة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى بئر “بدر” الذي كان يقع بين مكة والمدينة المنورة.
الأحداث:
في بداية المعركة حاول المسلمون اعتراض عيرٍ لقريش كانت متوجهة من الشام إلى مكة يقودها “أبو سفيان بن حرب”، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وإرسال مرسولًا لقريش يطلب نجدتهم. وكان عدد المسلمين في غزوة بدر 313 ، أما المشركون فيزيدون بثلاثة أضعافهم فكانوا 1000 رجل ومعهم 200 فرس.
نتائجها:
انتهت الغزوة بانتصار الملسمين وتم قتل قائد قريش “عمرو بن هشام”، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر 70 رجلًا وأُسر منهم 70 آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14 رجلًا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. وقد زادت هيبة المسلمون كثيرًا بعد هذه الغزوة.
غزوة أحد: الأحداث وتأثيرها
هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون بعد غزوة بدر، حيث كان هناك بعض المعارك الصغيرة بين بدر وأحد، وسميت نسبة إلى جبل أحد القريب من المدينة المنورة، ووقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له، وفي يوم السبت 7 شوال في العام 3هـ ، يقود المسلمين رسول الله، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة “أبي سفيان بن حرب”.
سببها:
كانت لقريش رغبة في الانتقام من المسلمين واستعادة مكانتهم بين القبائل بعد هزيمتهم في غزوة بدر، فقامت بجمع حوالي 3 آلاف رجلًا، في حين كان عدد المقاتلين المسلمين حوالي 1000رجلًا، وانسحب 300 من المنافقين ليصبح عددهم 700 مقاتل.
الأحداث:
كان المسلمين في بداية المعركة متقدمين على قريش، لكن الرماة قاموا بمخالفة أوامر رسول الله وتركوا أماكنهم؛ فاستغل المشركون ذلك وقاموا بقيادة خالد بن الوليد بمهاجمة المسلمين، وقُتل 70 من المسلمين، في حين قُتل 22 من قريش وحلفائهم.
النتائج:
كان درسًا مهمًا للمسلمين في تعلم وجوب طاعة نبي الأمة الإسلامية فهو لا ينطق عن الهوى، وأن يكونوا على يقظة واستعداد، وأن الله سبحانه وتعالى يختبر المؤمن الحق من المنافقين.
غزوة بدر الآخرة
وكان سبب هذه الغزوة ” أبو سفيان”، كان قد توعد للمسلمين في غزوة أحد باللقاء ببدر العام المقبل، و خرج الجيشان ولكن أبو سفيان قرر الرجوع، وأقام المسلمون ببدر 8 أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا، ثم رجعوا إلى المدينة وتوطدت هيبتهم في نفوس الناس بالمدينة لعدم خوفهم، وكان ذلك في شهر شعبان من سنة 4هـ.
غزوة الخندق: الإستراتيجية والمعركة
سميت أيضًا ” بالأحزاب” ، وقعت في شهر شوال عام 5هـ.
أحداثها:
بدأت أحداث هذه الغزوة بتحريض سادات بني النضير للقبائل العربية ضد المسلمين وحثهم على طردهم من المدينة المنورة، وهم من قبائل اليهود التي سكنت الجزيرة العربية في هذا الوقت، فاستجابت لهم قريش وحلفائهم.
وحين علم المسلمون أن قريش قد كونت أحزاب وبدأت بالزحف إليهم في المدينة، حينها عقد النبي (ص) مجلس استشاري لوضع خطة للدفاع عن المدينة، فأشار الصحابي “سلمان الفارسي” بحفر خندق حول المدينة.
وحين وصل المشركون من قريش فوجئوا بالخندق فكانت حيلة ذكية لم يعتادوا عليها، فلجأوا إلى فرض حصار على المدينة وحاولوا اختراق الخندق عدة مرات ولكن دون جدوى ولم يجر قتال مباشر.
ثم قام يهود بني قريظة كانوا يعيشون جنوب المدينة بنقض عهدهم مع النبي (ص) وأصبح الموقف خطيرًا جدًا على المسلمين، فكان أمامهم جيش أحزاب المشركين وخلفهم عدو قد نقض عهده معهم وبدأ المنافقون بالهروب من المعركة.
حينها فكر النبي(ص) في فك تحالف الأحزاب بأن يعرض ثلث ثمار المدينة على قبيلة “غطفان”، وهذا مقابل انسحابهم ولكنه استشار الصحابة في هذا الأمر وعدل عن رأيه بعدما استمع لرأي “سعد بن معاذ” و”سعد بن عبادة” الذين فضلوا عدم القيام بهذا.
نهاية الغزوة ونتائجها:
حدث أمر محوري كتب بداية النهاية لهذه المعركة حين جاء “نعيم بن مسعود” وهو أحد قادة قبيلة “غطفان” إلى النبي (ص) وأعلن إسلامه، وكان هذا ما عمد إلى بث الفرقة بين المشركين واليهود وإقناع كل طرف أن الطرف الأخر سيخذله.
وفي هذه الأثناء ثارت الرياح الشديدة عند مواقع المشركين واقتلعت خيامهم وأطفأت نارهم، مما دفعهم لفك الحصار والعودة من حيث جاؤوا وانتهت المعركة.
غزوات الرسول في الفترة اللاحقة
عندما وصلت أنباء معركة بدر إلى اليهود وانتصار المسلمين، ظهر حقدهم على الإسلام والمسلمين، وقاموا بنقض عهدهم مع المسلمين. ودارت عدة غزوات للرسول والمسلمين مع اليهود ، وفيما يلي بعض هذه الغزوات بالترتيب:
غزوة بني قينقاع وأهميتها
كان سبب هذه الغزوة حادثة وقعت لامرأة مسلمة حين ذهبت إلى بائع حلي في السوق، وقد جاء أحد رجال يهود بني قينقاع فكشف عنها سترتها حتى بانت عورتها فضحكوا منها.
وغضب رسول الله (ص)، فخرج ومعه المسلمون لقتال يهود بني قينقاع، حاصرهم 15 ليلة حتى اضطرهم للاستسلام والنزول على حكمه، وقضى حكمه بإخراجهم من ديارهم في منتصف شوال من سنة 2 هـ.
غزوة خيبر: تحليل الحدث وتأثيره
سميت بغزوة خيبر نسبة إلى مدينة “خيبر” التي نزح إليها يهود “بني النضير” الذين نقضوا عهدهم مع الرسول وأجلاهم من المدينة، وكانت وكرًا للتآمر فقد أثاروا يهود “بني قريظة” على خيانة المسلمين وشرعوا بضم الأحزاب من المنافقين وقبيلة “غطفان” وعرب البادية وأعدوا لقتال المسلمين.
الاحداث:
بعد أن عقد النبي (ص) صلح الحديبية مع قريش، أراد أن يتم الأمن فقرر مقاتلة اليهود، ليتفرغ المسلمون لنشر الإسلام والدعوة.
وفي شهر محرم 7هـ، خرج النبي إلى مدينة “خيبر” وكانت محصنة بـ 8 حصون كبيرة، وراح المسلمون يفتحون حصنًا تلو الأخر بالقتال تارة والحصار تارة أخرى.، حتى استسلم اليهود وطلبوا الصلح.
النتائج:
استسلم اليهود وطلبوا الصلح،وتبع استسلامهم، استسلام يهود فدك، ووادي القرى و يهود تيماء.
بنود الصلح:
- طالبوا النبي (ص) أن يحقن دماءهم وأن يتركوا أموالهم.
- سألوه أن يبقيهم على زراعة أرض خيبر مقابل نصف ما يخرج من ثمارها.
- وافق النبي(ص)، وأتم الصلح.
غزوة تبوك: الأسباب والتحضيرات
سُميت بغزوة ” العُسرة”، وذلك لما كان فيها من اشتداد الحر وقلة العتاد والزاد، وسبب تسميتها لإنها كانت في “تبوك” الواقعة في بلاد الشام، وكانت نهاية غزوات الرسول(ص).
أسبابها:
علم النبي(ص) أن هرقل ملك الروم قد وصل إلى بلاد الشام استعدادا لقتاله، فسار نحو تبوك ووجد أن هرقل قد غادر نحو حمص.
ولأن هذه الغزوة كانت في وقت صعب على الناس من حرٍ شديد وجدب، فحث النبي(ص) المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، وقال(ص):” من جهز جيش العسرة فله الجنة”، فتصدق عثمان بمال كثير، وجاء عمر بنصف ماله وأبو بكر بماله كله، وخرج النبي (ص) بجيش يزيد عن الـ30 ألف مقاتل.
النتائج:
وحين وصل إلى تبوك لم يجد أحد ومكث 10 ليالٍ ولم يدخل حربًا، فعاد إلى المدينة.
فتح مكة: أحداث يوم الفتح
وقعت أحداث الفتح في 20 من رمضان في العام 8هـ، عندما انتهكت قريش هدنة صلح الحديبية، و أعانوا حلفائهم من قبيلة” بني بكر” في الإغارة على قبيلة “خزاعة” وهم حلفاء للمسلمين.
الأحداث:
- جهز النبي (ص) جيشًا من 10 آلاف مقاتل استعدادًا لفتح مكة، وتحرك حتى مكة، وقد دخلها سلمًا دون قتال.
- وقد حاول بعض رجال قريش بقيادة “عكرمة بن أبي جهل” التصدي للمسلمين، فقاتلهم ” خالد ابن الوليد”.
النتائج:
- دخل النبي (ص) إلى مكة، وعفى عن أهلها قائلًا لهم:” اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
- طاف بالكعبة المشرفة وضرب بقوسه الشريف على الأصنام.
- أمر بلال بن رباح أن يصعد الكعبة ليؤذن.
- ومن أهم النتائج اعتناق كثير من أهل مكة الإسلام وعلى رأسهم سيد قريش “أبو سفيان بن حرب.
تأثير غزوات النبي
كان دائمًا الهدف الأساسي من غزوات الرسول (ص) هو نشر الإسلام، وتأمين حركة الدعوة وإزالة العقبات التي كان يضعها أعداء الإسلام أمام النبي والصحابة، وحماية المسلمين من تعذيب قريش لهم. وفي السطور التالية نعرض تفصيلًا تأثير هذه الغزوات على الإسلام وانتشار الدعوة.
تأثير غزوات الرسول محمد على انتشار الإسلام
-
هزيمة الكفر في حروب الإسلام:
خلال حروب الإسلام وغزواته، كانت تظهر روح الصمود والإيمان بين المسلمين. كانوا يبذلون جهودًا كبيرة لنصرة دينهم والدفاع عنه. وفي هذه السرايا والغزوات، كانت الصراعات بين الحق والباطل تكررت، وشهدنا تصاقط الإيمان والكفر، وعداوة الكفر للإسلام. ورغم ذلك، انتصر الإسلام في النهاية وتحققت له السيادة والحق.
-
تحقيق السيادة والاستخلاف في الأرض:
خلال غزوات الرسول تحققت سنة الله في دحر الحق للباطل وانتصار المؤمنين على الكفار والمشركين الذين كانوا ينكرون الحق. تحقق وعد الله بالنصر للمؤمنين وتمكنهم من الأرض. وبالإضافة إلى ذلك، حقق الإسلام الأمان والاستقرار.
-
ذيوع الأمن:
بفضل قوة الإسلام والنجاح في هذه الغزوات، أصبحت المناطق المسيطر عليها آمنة ومستقرة. بدأ الناس يشعرون بالأمان تحت سيطرة الإسلام.
-
سرعة السيطرة على الأمور:
بدأت الصحراء تدخل تحت السيطرة الإسلامية بسرعة، والعدو بدأ يدرك أنه لن يستطيع الفوز ضد المسلمين. بعد غزوة الأحزاب، أصبحت للمسلمين هيبة قوية، وأصبحوا قادرين على هزيمة الأعداء وهبوط معنويتهم.
-
تحقيق الإجلال وكسر شوكة الأعداء:
زادت غزوات الرسول من هيبة الإسلام وجعلت الأعداء يرتدعون ويعيشون في رعب من المسلمين. كان الإسلام قوة لا تُقهر، وأدرك العرب أنه يجب عليهم التقرب إلى الإسلام.
-
إتقان الخطط العسكرية:
تميز المسلمون في هذه الغزوات بالتخطيط العسكري والتنظيم. كان الصحابة مشاركين بفعالية في هذه السرايا والبعوث كقادة وجنود، وكان لديهم منهج دقيق ومنظم لجيوش الفتوحات الإسلامية.
-
كشف مكائد الأعداء والنفاق:
كشفت هذه الغزوات مكائد اليهود والدسائس التي كانوا يخفونها، وكشفت النفاق والخبث. تجلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحكمته وتصرفاته الحكيمة.
القيم والأخلاق في غزوات الرسول
كم كان للنبي صلوات الله عليه وأتم التسليم، العديد من القيم والأخلاق في غزواته ضد أعداء الدين، وقد تعلمنا منه الكثير من التعاليم التي أرساها بين المسلمين والتي حث عليها الدين الإسلامي في جميع المعارك.
- الأخلاق والرفق في التعامل مع الأعداء: في غزوات الرسول، أظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم رفقًا وأخلاقًا عالية في التعامل مع الأعداء. قدم لهم فرصًا للسلام والمصالحة حتى في أكثر اللحظات توترًا.
- العدالة والمساواة في التوزيع: خلال الغزوات، حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على توزيع الغنائم والموارد بطريقة عادلة ومساواة بين المسلمين، دون تمييز بينهم.
- الحرص على سلامة المدنيين: طبق النبي صلى الله عليه وسلم سياسة صريحة في غزواته بعدم الإيذاء الغير مبرر للمدنيين، حتى أثناء القتال.
- الوفاء بالعهود والاتفاقيات: حتى في وقت الصراع والحروب، احترم النبي محمد صلى الله عليه وسلم العهود والاتفاقيات ووفى بوعوده.
- الرحمة والتسامح: أظهر النبي صلى الله عليه وسلم رحمة كبيرة تجاه الأسرى والمأسورين خلال غزواته، ومنع التعذيب والظلم.
- التعليم والتوجيه: استخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزواته لتعليم وتوجيه المسلمين في مسائل الأخلاق والقيم، مما ساهم في تنمية وتعزيز الوعي الأخلاقي للمجتمع.
- الاحترام والتقدير: أظهر النبي صلى الله عليه وسلم احترامًا وتقديرًا للثقافات والديانات الأخرى خلال غزواته، مما ساهم في تعزيز التعايش السلمي.
- الصداقة والوئام: خلال غزوات الرسول، قام ببناء علاقات صداقة مع بعض الأعداء السابقين الذين أسلموا، مما يظهر قيمة الوئام والتسامح.
العبر والدروس
تعتبر غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مصدرًا غنيًا بالعبر والدروس التي يمكن أن نستفيدها في حياتنا اليومية، سواء كان ذلك في مجال القيادة، التخطيط، العدالة، السلم، الحوار، والتعاون والوحدة.، ولهذا قال علي بن الحسن: “كنا نُعلَّمُ مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نُعَلّمُ السورة من القرآن”.
العبر المستفادة من غزوات الرسول
قوة العزيمة والتحفيز:
تعلمنا من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أهمية وقوة العزيمة والتحفيز في تحقيق الأهداف. كان النبي محمد قائدًا متحفزًا ومصممًا على نشر الإسلام والدعوة إلى الله. هذا يظهر كيف يمكن للرؤية والإصرار أن تكون القوة الدافعة لتحقيق النجاح.
الصبر والاحتساب:
من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم نتعلم أهمية الصبر والاحتساب. كانت هذه الغزوات مليئة بالصعوبات والتحديات، ولكن النبي وأصحابه يظلون مصابين بالصبر والاحتساب، وهذا يعكس قوة الثقة بالله والاعتماد عليه في اللحظات الصعبة.
التخطيط والاستراتيجية:
من خلال السرايا والبعوث التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، نتعلم أهمية التخطيط الجيد ووضع استراتيجيات فعالة لتحقيق الأهداف. كان النبي يقوم بجمع المعلومات واستخدامها لاتخاذ القرارات الصائبة.
الدفاع عن الحقوق والعدالة:
تظهر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كنموذج للدفاع عن حقوق الضعفاء والمظلومين. من خلال تلك الغزوات، تمثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم العدالة والإنصاف وحقوق الإنسان.
الحرص على السلام:
تعلمنا من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أهمية السعي نحو السلام وتحقيقه بأقل تكلفة ممكنة. كان النبي يبذل جهدًا كبيرًا لتحقيق السلم والمصالحة مع أعدائه وتجنب النزاعات الزائدة.
قيم الحوار والتفاوض:
يمكننا استخدام تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات لفهم أهمية الحوار والتفاوض في حل النزاعات وتحقيق السلم. كان النبي يسعى إلى التحدث مع الأعداء والتوصل إلى اتفاقيات ومصالحات.
الحفاظ على القيم والمبادئ:
تظهر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كنموذج للحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية. كان النبي يسعى إلى نشر الدين والأخلاق الحسنة في جميع جوانب الحياة.
التعاون والوحدة:
يظهر من تجربة الغزوات أهمية التعاون والوحدة بين المسلمين. كانت هذه الغزوات تشجع على التعاون والتضامن بين الأصحاب وتعزز الوحدة الإسلامية.
الدروس التي يمكن استقاءها من تجربة الغزوات.
تعلمنا مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الدروس فهي تنمي داخلنا، الآداب الرفيعة، وحب الجهاد في سبيل الله والشهادة في سبيله، ونستقي منها العقيدة السليمة، والأخلاق الحميدة التي علمها لنا نبينا الكريم، وعبادة الله حق عبادته والحفاظ على طهارة القلب حتى في أوقات القتال.
الأسئلة:
بعد أن استعرضنا أهم غزوات الرسول التي شارك بها وكانت تحت قيادته، ننتقل إلى أهم الأسئلة المطروحة في هذا الشأن.
كم عدد غزوات الرسول التي كانت بقيادته؟
حضر النبي صلى الله عليه وسلم ثمان غزوات، ومنها:
- بدر
- أحد
- خيبر
- تبوك
- مؤتة
- حنين
- فتح مكة
ما هي غزوات الرسول الواردة في القرآن الكريم؟
غزوة بدر:
- “ذُوقُوا عَذَابَ بُرِيءٍ بِمَا صَدَدُّكُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاصْطَفَوْا عَلَىٰ إِثْمِهِمْ ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ” (آل عمران: 123).
- “يُسْتَفْتُونَكَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة: 217).
صلح الحديبية:
- “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا” (الفتح: 1).
غزوة الخندق:
- “إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا” (الأحزاب: 10).
غزوة حنين:
- “وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “(التوبة: 68).
غزوة تبوك:
- “وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ ۗ سَيُحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهِم مَّا انقَلَبُوا بِئْسَ مَا أَخْرَجُوا بِهِ ۖ فَاَدْفَأَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ رِجَسٌ ۖ وَمَأْوَىٰهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآآءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (التوبة: 97).
غزوة أحد:
- “ضُرِبَتْ عَلَىٰ أَذْنَابِهِمْ وَأَذْنَابِهِمْ وَأَذْنَابِهِمْ وَأَذْنَابِهِمْ” (آل عمران: 121).